Tuesday 18th June,200210855العددالثلاثاء 7 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

العقيد دحلان يكشف عن أسباب استقالته لصحيفة إسرائيلية العقيد دحلان يكشف عن أسباب استقالته لصحيفة إسرائيلية
المعاناة عند الحواجز تخلق عشرات الاستشهاديين يومياً
جدار شارون سيكون جداراً للكراهية بين الفلسطينيين والإسرائيليين

  * عمان الجزيرة عبدالله القاق :
قال العقيد محمد دحلان مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للشؤون الأمنية «المستقيل» من منصبه كرئيس لجهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة، احتجاجا على السياسة الفلسطينية الخاطئة، حسب رأيه، وبسبب مطالبته بإجراء تغييرات في شبكة الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتوحيدها، تحت إشراف قيادة واحدة. إنه يجب تحسين طرق الكفاح الفلسطيني، وأن بعض العمليات التي تم تنفيذها ألحقت أضرارا بالقضية الفلسطينية.
وأضاف انه «حان الوقت المناسب للتفكير جديا بالامتناع عن الاستسلام للحالة النفسية العامة، وتحديد طريق الشعب بناء على المصالح الفلسطينية.
وقال العقيد في مقابلة خاصة له مع صحيفة «يديعون احرنونت الإسرائيلية» أعتقد أن عرفات يقود خطوة لا يؤمن بها أحد، وأنا أعرف أن الرئيس سينهي مهامه في الوقت المناسب».
ويقول دحلان: «هناك حاجة إلى إعادة تفحص الانتفاضة وتحديدها وتنجيعها، كي لا تشكل عبئا على الشعب الفلسطيني. سنطالب بفتح حوار شامل فيما يتعلق بطرق الكفاح ووسائل النضال في المرحلة القادمة علينا الامتناع عن قتل روح النضال التي تنبض في قلوب الفلسطينيين علينا الاعتراف بأنه كانت هناك عمليات نفذت في توقيت خاطئ.
وقال أنا بالانتظار حالياً. أستريح بعد 12 عاما من العمل المكثف. وأكرس وقتي للتفكير بما حدث وعلى شارون، أيضاً، أن يتوقف ويفكر. «اتفقت مع عرفات على أن لا أعمل في المسائل الأمنية بعد، لقد قدم لي عدة اقتراحات، منها منصب مستشار الشؤون الأمنية. لم أجبه بعد. سأنفذ كل مهمة يلقيها الرئيس على عاتقي، أنا لا أهرب من المسؤولية، لكن معالجتي للمسائل الأمنية انتهت».
ونوه إلى أن مسألة الأمن هي مسألة هامة في السلطة الفلسطينية، لكنها مسألة معقدة. إنك تواجه كل الجبهات. فإسرائيل تتهمك بعدم القيام بواجباتك، وجمهورنا يتهمك بالتعاون، والمعارضة تقوم ضدك هذه معادلة تقود إلى الخسارة، رغم أنها يمكن أن تكون إيجابية في ظروف معينة.
من واجبي قول الحقيقة لعرفات أنا لا أنكر ارتكابنا لأخطاء داخلية ليست لكم أية علاقة بها ويتعين علي في فترة الانتظار الحالية، التفكير لكنني لا أؤمن أننا
إذا قمنا بخطوة ما فإنها ستفيد في التوصل إلى حل مع حكومتكم اليمينية. مع هذه الحكومة سيكون كل شيء بمثابة «كلام فاضي» ولذلك يجب، مثلاً أن يفكر الفلسطينيون في اليوم الذي سيلي شارورن. 70% من الشعب الفلسطيني يريد السلام. الشعب الفلسطيني لا يكره إسرائيل، إنما يكره الاحتلال.
ورداً على سؤال حول العمليات الاستشهادية أجاب بالقول: صحيح أن العمليات جلبت المشاكل للشعبين، لكن الاحتلال هو الذي خلق هذه المشاكل إسرائيل تمنح الجندي الذي وصل من روسيا بالأمس مفتاحا للحواجز العسكرية المقامة في الضفة والقطاع كي يقرر متى يمر أبناء شعبنا وكيف يمرون، وهو يغلق هذا الحاجز أمامهم حسب إرادته، يذهب للنوم فيضطرون إلى الانتظار. إذاً ما الذي تطلبه منهم؟ إنكم تواصلون الاحتلال تواصلون انتهاج السياسة العنصرية، وتدهشون لوجود ردود فعل فلسطينية مجنونة.
وقال إن الاستشهاديين هم الرد الانتقامي على العمليات الإسرائيلية، كاحتلال المدن، الشاب الفلسطيني ينهض من نومه في الصباح ولا يجد مكان عمل، ليس لديه طعام، ولا يحدوه الأمل، وفي اليوم الثالث يقول لأذهب إلى الجنة لقد عززتم الرغبة بالانتقام إنكم تلحقون الأذى بمخيم للاجئين وتريدون أن يسود الهدوء في تل أبيب. المستوطنات هي إرهاب إذا كان المستوطن يستولي على بيت وعلى قطعة أرض في منطقة رام الله، ألا يعتبر ذلك إرهابا؟!
ويرى دحلان أن الحل لظاهرة الاستشهاديين بخروج الاحتلال إلى حدود 1967م، وطرد المستوطنين وبعدها لن تجدوا فلسطينيا واحدا ينفذ عملية من أجل تحرير حيفا. المعاناة عند الحواجز تخلق عشرات الاستشهاديين يومياً. في السابق كانوا يبحثون طيلة شهرين كي يجدوا انتحارياً، أما اليوم فالانتحاريون يقفون في طابور، المشكلة ستتواصل طالما لم يكن هناك بديل للوضع القائم، وطالما تواصل فقدان الأمل، بديلنا الوحيد، اليوم، هو جهنم.
ويسرد دحلان حكاية شابة فلسطينية اتصلت به، قبل عدة أيام وطلبت تنفيذ عملية استشهاية لقد قالت لي: أنا ابنة.. 17 عاما أبي يقبع في السجن الإسرائيلي، شقيقي قتل، وقبل عدة أيام قتل خطيبي، أيضاً أريد تنفيذ عملية حاولت ثنيها عن فكرتها قلت لها بأننا نقبل الاستشهاديين من جيل 18 عاما فقط وفي اليوم التالي اتصلت بي وقالت إنها فحصت جواز سفرها وتبين لها أنها تبلغ 18 عاما إضافة إلى ذلك قالت إنها أنهت امتحانات الثانوية العامة وسألتها عن العلامة التي حصلت عليها، فقالت: 94، لقد كانت طالبة بارزة قلت لها أنا آسف، فنحن نتقبل طلبة حصلوا على علامة 95 فما فوق.
وقال: أنا أقول كمراقب، إنه لا يمكن لا لموفاز ولا لشارون أن يجلبا لكم الأمن لقد أصبح «السور الواقي» مليئا بالثقوب، كل يوم تنفذ عملية فلسطينية، لم تحصلوا على الأمن ولن يتحقق لكم الأمن إذا لم يتحقق السلام، إنكم تعيشون وهم الانتصار.
وحول تحميل عرفات المسؤولية قال دحلان: لماذا يفكر شارون بعرفات فقط؟ هل أصبح شارون حمامة سلام؟ إذا كان يقول إن مستوطنة نتساريم بالنسبة له هي مثل تل أبيب، فكيف يمكننا حل المشاكل الأكثر تعقيداً، كمشكلة القدس؟ شارون يريد منح الشرعية للاحتلال، يريد مواصلة الاستيطان، يريد الضغط على الشعب الفلسطيني كي لا تقع عمليات داخل إسرائيل لكنه لا يريد التوصل إلى حل. طالما أن شارون رئيسا للحكومة الإسرائيلية فلن يكون هناك أي أمل بحل الصراع.
وأردف يقول: إذا طرد عرفات، فلن يكون التغيير لصالحكم، كل من سيأتي مكانه سيبحث عن الشرعية، وكيف يمكن الحصول على الشرعية من شعب يقتل أولاده وتهدم بيوته؟ هذا يمكن، فقط، من خلال زيادة التطرف في المواقف وزيادة العمليات ضد إسرائيل لذلك سيكون الزعيم التالي أكثر تطرفاً من عرفات.
ويعتقد أن الحل يكمن في إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل داخل حدود 67 بما فيها القدس واقتلاع المستوطنات والتوصل إلى اتفاق بشأن اللاجئين. لقد اقترحت السعودية مبادرة مقبولة علينا وقد أعلنا تبنينا لها.. حتى أحفادي وأحفاد أحفادي لن يقبلوا اقتراح شارون «دولة تقوم على 42% من الأرض واتفاقية طويلة المدى».
سيقول لك كل فلسطيني، حتى سائق سيارة الأجرة، إنه يفضل الاحتلال أو الوضع الحالي على خطة شارون.
وتساءل دحلان: عن أي دولة يتحدث؟ عن دولة ليفنغر، عن حكم ذاتي، كما يقترح الوزير إيفي ايتام؟ المفتاح بيد شارون. إذا أراد يمكنه التوصل إلى حل تاريخي، لكن ما يريده هو إقامة المزيد من المستوطنات، والمزيد من الطرق الالتفافية وإرسال المزيد من الدبابات إلى المقاطعة.
ووصف إنشاء الجدار الفاصل بين إسرائيل والضفة بأنه «كلام فاضي». إننا لا نريد الانفصال المادي إننا نطمح إلى التعايش حياتنا متشابكة ببعضها البعض وعلينا أن نعزز التعايش المشترك، لا الفصل.
صحيح أنه يجب إجراء الفصل السياسي، لكن ذلك لا يتم عبر إقامة الأسيجة، هذا الجدار سيكون جداراً للكراهية «البيض» يعيشون في تل أبيب و «السود» في الضفة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved