Wednesday 19th June,200210856العددالاربعاء 8 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في كل عدد حرف في كل عدد حرف
«ك» كتابة البحوث العلمية
د. محمد شوقي مكي

نتيجة لإشرافي على طلاب مقرر التدريب الميداني في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود، هذا المقرر الذي يتطلب من الطالب كتابة بحث علمي في نهاية مشروع التدريب الميداني في الفصلين الأخيرين قبل تخرجه، فقد برزت لي حقيقة مفادها أن معظم الطلاب يعانون من إشكالية عدم فهم الطرق العلمية الصحيحة في كتابة البحث العلمي، وخاصة فيما يتعلق بتحديد مشكلة البحث، ومنهج المعالجة فيه، وكيفية الربط بين عناصره. والواقع أنني وقفت حائراً أمام هذا الخلل وأسبابه حيث إن الطالب قد سبق أن تعرف على طرق البحث العلمي في مقررات في مستويات سابقة. وهذا أمر يؤكد لي أن بعض طلابنا يدرسون كل مقرر بمعزل عن المقررات الأخرى دون رابط أو تفاعل بينها، مع أن التعليم الجامعي يعتمد على المعرفة التراكمية.
والغريب في الأمر أن كثيراً من الطلاب لا يأخذ البحث أو التقرير العلمي محمل الجد حيث ينظر إليه على أنه تحصيل حاصل ويمكن أن ينجح فيه بكتابة ما شاء في نهاية الفصل الدراسي. ورغم نصائح المدرس ومتابعته لهذه الأبحاث العلمية وتوجيه الطالب لنقاط الضعف والطلب منه إجراء التعديلات بطريقة متكررة إلا أن المدرس يفاجأ بعدم تقدم البحث العلمي. ولعل ذلك يعود إلى عدم فهم الطالب لأهمية البحث العلمي وأهمية الحصول على مزيد من الخبرة في إعداد البحوث العلمية إذا ما أراد استكمال تعليمه العالي في إدارة لها علاقة بالبحث العلمي.
ولعلني أضع هنا فكرة ضرورة التعاون بين جميع المشرفين على تقارير البحث العلمي في أن يكون الإشراف بمستوى واحد دون تهاون أو تفاوت كبير بين ما يطلب من الطلاب في المستوى الواحد حتى لا يتهرب الطلاب من مشرف إلى آخر. كما أنه من الضروري جداً حث الطلاب من بداية الفصل على القراءة والاطلاع الواسع حول الموضوع حتى يتمكن الطالب من تحديد مشكلة بحثه بشكل متكامل ودقيق. كما أنه من الضروري منذ البداية الاطلاع على مناهج البحث العلمي في موضوع التخصص ومن ثم تحديد المنهج المتبع في البحث المختار. وأهم من كل هذا وذاك تدريب الطالب على تحليل المعلومات والبيانات والبعد عن النقل الحرفي للمعلومات كما هي وكأنها نسخة مكررة من تقارير أو أبحاث أخرى دون إبراز علاقتها بالبحث. فالمهم في البحث هو الربط بين عناصره والخروج بنتائج جديدة لهذا الربط بحيث يصبح الحس العلمي المنطقي لدى الباحث الحصيف هو المحك في التفريق بين باحث وآخر.
ولعلي هنا أذكر بعض العناصر الأساسية لنجاح البحث العلمي كما ذكرها أحمد شلبي في كتابه الشهير: كيف تكتب بحثاً أو رسالة؟، وهي:
1 استمرار القراءة والاطلاع طيلة مراحل البحث، والبعد عن الاطلاع السطحي على مرجع أو مرجعين في بداية الفصل فقط، وهذا يمكنه من الإحاطة بموضوع البحث حتى لا يتعرض لإحراجات المناقشين بعد تقديم البحث.
2 الدقة في فهم آراء الغير.
3 عدم أخذ آراء الغير على أنها حقيقة مسلم بها، فكثير من الآراء بني على أساس غير سليم، وبالتالي هي تحتاج إلى مراجعة دقيقة.
4 محاولة إبراز براعة الباحث في التحليل والربط بين ما تعلمه وما قرأه عن موضوع البحث، وهنا يبرز الابتكار والإبداع والإضافة العلمية للباحث.
5 بذل الجهد في أن يكون الباحث قوي التأثير في قرائه، وليورد له من الأدلة والبراهين ما يجعله يتفق معه فيما ذهب إليه.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved