Sunday 23rd June,200210860العددالأحد 12 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حديث الشبكة حديث الشبكة
مزيد من المنتديات
خالد أبا الحسن

لا تخلو ساحات الحوار العربية من فائدة لمن أراد أن يستفيد منها، فالإنترنت كغيرها من تقنيات العصر ذات حدين يملك المرء أن يوظفها فيما يفيد أو يضر.
ففي مرة دخلت ساحة للحوار ووجدت فيها موضوعا يتصدر القائمة ففتحته فإذا بكاتبه ينادي بالمتبرعين بالدم كي يقدموا المساعدة لمريض ينتظر تبرعا من أحد لندرة فصيلة دمه، وقد كانت الاستجابة مباشرة من العديد من المشاركين، ولم يتأخر الكثيرون في عرض المساعدة بخلاف من قدموا أقل ما يستطيعون وهو الدعاء للمريض.
هذا العضو استثمر التفاعل الكبير الذي يدور بين أعضاء المنتديات والأريحية التي يتمتع بها الكثير من أهل الخير الذين لن يتأخروا في تقديم المساعدة للغير في سبيل الأجر والثواب من الله.
من جهة أخرى، استثمر بعض الشباب المنتديات لتقديم أنفسهم للأوساط الأدبية في ظل عدم قدرتهم على الوصول إلى جمهور المتلقين بشكل مباشر، فقد ظهر في ساحات الحوار كتاب للقصة والشعر وغيرها من فنون الأدب الرفيع، وبرز تميزهم على ساحات الحوار بعد أن أعيتهم السبل للوصول إلى جمهور المهتمين بالأدب بشكل مباشر، فقد تخطت ساحات الحوار بهم أندية الأدب وملاحقه كي تقدمهم مباشرة وبشكل متفاعل مع جمهور عريض وواسع لم يكونوا يحلمون به، وقد شجع القبول الواسع الذي تحقق لبعض هؤلاء الكتاب المجهولين لكي يؤسسوا مواقعهم الخاصة بهم لبث إبداعاتهم في صفحات تخصهم، ويتبادل معلمون فوائد عظيمة فيما بينهم من خلال منتديات وملتقيات إلكترونية على الإنترنت، وتتمثل هذه الفوائد في بعض طرق التدريس الفاعلة التي ثبت لهم جدواها وكذا بعض المعلومات التي يبحث عنها المعلمون ويجدون في الإنترنت مكانا مناسبا لتبادلها فيما بينهم، وقد ظهرت على الإنترنت مجتمعات إلكترونية يلتقي فيها الطلاب والمعلمون وأولياء الأمور في مواقع تقدمها شركات تعليمية متخصصة كشركة الدوالج السعودية التي أنشأت موقعا متميزا تقدم فيه خدمات جيدة ينتظر أن تعود بالفائدة الكبيرة على أبنائنا الطلاب إذا ما تم استثمارها من قبل الطلاب ولقيت الاهتمام المناسب من المعلمين، ومثل ذلك موقع وطني الذي يقدم خدمة مشابهة وكذلك موقع نور التعليمي، كل هذه المواقع تنتقل بالمنتديات كوسيلة من الوسائل التقنية من كونها مكانا للدردشة الخاوية إلى ملتقى تعليمي مفيد لمستخدميه، ولا أجد ما يمنع من توجه منتديات الحوار لتحوير نشاطها إلى حوارات متخصصة بدلا من الحوارات التي لا تقدم بل تؤخر كثيرا، حين تزور منتدى عربيا، فإنك تجده نسخة من غيره فيما عدا بعض الاختلافات، ترى ذلك وتعجب من جدوى فتح منتدى جديد بنفس الفكرة ونفس البرنامج المقرصن ونفس الأبواب، إنما بألوان وإدارة مختلفة، ولولا وجود اهتمام كبير بمثل هذه المنتديات، لما قامت شركة استضافة بتصدير إعلانها بعرض تقديم خدمة بناء المنتديات وذلك لعلم المعلن أن ذلك مطلب الكثيرين الذين يريدون الاستمتاع بسلطات إدارة المواقع والتي لاتختلف كثيرا عن إدارة المجالس، وحين تنظر إلى العناصر التي تقدمها أي ساحة حوار، فإن الصورة النمطية أن يكون هنالك منتدى عام ومنتدى متخصص بالحاسب الآلي والإنترنت، وثالث في النكت ورابع في الرياضة، وخامس للإدارة.
وتضيف بعض الساحات منتديات إضافية تعطيها شيئا من التميز عن غيرها، لكن القاسم المشترك بين كل تلك الساحات هو أن المنتدى العام يحظى بغالبية المشاركات، حين تتأمل ذلك، تجد أن من يشاركون لا يتقنون التمييز بين المنتديات فيختارون المنتدى العام الذي يفترض فيه أن يقبل أي شيء، فهو منتدى (النثريات) أو منتدى المواد التي لا تقبل التصنيف. لم لا نتوقف عن مسالك التقليد الأعمى التي نبذل فيها الغالي والنفيس من أوقاتنا من غير طائل أو فائدة بحيث نصبح كتجار الماضي (وربما الحاضر) الذين إذا رأوافكرة ناجحة نسخوها تماما، فتجد إلى جانب المخبز عددا لا بأس به من المخابز التي لا تقدم سوى الخبز! وكذا المطعم وغيرها من المحلات التجارية التي يتنافس أصحابها في نسخ بعضهم البعض دون تفكير في التنويع والإتيان بجديد، كيف نقلد ولا نشغل أدمغتنا بشيء يسير من التفكير في فكرة قد تكون ناجحة وأفضل مما نراه لدى الآخرين، لم نلجأ للتقليد ثم ممارسة سياسة (الطيب عندي والردي بجنبي).
نحن جيل يغلب عليه العلم، وينبغي أن ينعكس ذلك على مسالكنا وأن لا نكون نسخة حديثة من ماض انقضى ولم يتبدل إلى أحسن منه، أتمنى أن يستمر ظهور الأفكار المتميزة التي قدمتها بعض المنتديات التي يقف خلفها شباب ذكي ولماح، فقد قاموا بتطوير منتدياتهم وتحويلها إلى منتديات متخصصة، وتوقفوا عن تقديم خدمات الحوار الفارغ الذي لا يختلف عما يحدث في المجالس، هذه المنتديات المتخصصة تحظى باهتمام الكثيرين ويبدو أنها ستكون البديل القادم بحيث ينتقل الحال بمرتادي ساحات الحوار إلى نطاق أرحب وأوسع من الحوار العلمي المتخصص والنقاش البناء الذي ينعكس بالفائدة على أطرافه.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved