Monday 24th June,200210861العددالأثنين 13 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في كل عدد حرف في كل عدد حرف
«و» الواجبات المدرسية
د. محمد شوقي مكي

إن التفاعل بين المدرسة والمنزل هو من المسلمات التي ينادي بها رواد التعليم والتربية في جميع دول العالم.
ومن مجالات هذا التفاعل، حرص المدرسين والمرشدين في المدرسة على متابعة تحصيل الطلاب وإرسال التقارير الدورية لأولياء الأمور عن التقدم والقصور في مستوى أبنائهم. وفي المقابل من واجب المنزل الحرص على مراجعة الطالب لدروسه وإتمام واجباته أولاً ومحاولة معالجة أي قصور يعاني منه الطالب سواء كان ذلك القصور إرادياً أو خارج نطاق إمكانات الطالب.
ولكننا نجد أحياناً خللاً في هذا التفاعل سببه أحد قطبي المعادلة: المدرسة أو المنزل. فقد يتقاعس بعض المدرسين عن متابعة طلابهم، وعن الاتصال المتكرر بأولياء أمور الطلاب للفت الانتباه لما يعاني منه الطالب من بعض الإشكاليات التي تستلزم التعاون في حلها. كما أن بعض المدرسين قد يغالون في تحميل الطالب بواجبات مكثفة ليس لها فوائد إلا الاجترار والحفظ دون تفكير وتعمق في مدلولات هذا الجانب. ومن أمثلة هذه الواجبات في المرحلة الثانوية أن يكلف طالب فيما يسمى بالبحث بتفريغ شريط مسجل على الورق ثم طباعته على اسطوانات حاسب آلي تسلم للمعلمين، ويكلف في الأسبوع الواحد بأكثر من بحث من هذا المنوال.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ما فائدة هذا الكم من البحوث في فترة قصيرة جداً، حيث ينسخ الطالب المادة المسجلة مرتين: مرة على الورق وأخرى على اسطوانات الحاسب الآلي، مما قد يدفع الطالب إلى الاستعانة بمكاتب النسخ لطباعة هذا البحث وبذلك تنتفي الفائدة من هذه الواجبات.
كما أن المنزل لا يخلو أحياناً من التقصير في عدم متابعة الأبناء والحرص على دفعهم لأداء واجباتهم في الوقت المناسب. وكما هو معروف تختلف قدرات أطفالنا وجديتهم مما يجعل بعضهم في حاجة ماسة للمتابعة والتوجيه. وقد يعود هذا التقصير لانشغال الأبوين أو أحدهما وعدم وجوده معظم الوقت في المنزل، أو أن يكون أحد الأبوين أو كلاهما أمياً لا يستطيع أن يساعد نفسه، فكيف بمساعدة أبنائه، مما يؤدي إلى تراجع مستواهم الدراسي.
والرأي هنا أنه لابد من التعاون بين المدرسة والمنزل، وأن تكون هناك خطة لديهما لهذا التعاون. ومن جوانب هذه الخطة في المدرسة التنسيق بين المدرسين في توزيع الواجبات على الطلاب أو الطالبات حتى لا تتراكم هذه الواجبات بحيث إنه لا يؤديها بالطريقة الصحيحة أو أن ذلك يؤدي إلى عزل الطالب أو الطالبة عن المشاركة في أي نشاط آخر في المدرسة أو المنزل.
كما أن على أولياء الأمور الحرص على حل المشكلات التي تواجه تحصيل أبنائهم وتدارك هذه المشكلات منذ البداية حتى لا تتراكم هذه المشكلات ويصبح من الصعب جداً حلها مع تقدم عمر ومستوى الطالب.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved