Tuesday 25th June,200210862العددالثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إجازة زوجية إجازة زوجية
أميمة عبدالعزيز زاهد

إن الملل هو العدو الأول الذي يتربص للسعادة.. عدو شرس لا يرحم يكتم أنفاس الزوجين ويقتل مشاعرهما ببطىء شديد ولا يدهأ أو يرتاح بعد أن يقضي على الاستقرار مع سبق الإصرار والترصد.. فالحياة بوجوده تبدو رتيبة مملة نتيجة التعايش مع نفس الوجوه.. وتكرار نفس الكلام.
وممارسة نفس التصرفات.. وحتى المشاكل هي نفسها المعتادة.. وكأن الروتين اليومي سيناريو ثابت ممنوع فيه الخروج عن النص ويبدأ الحب بالتدريج يتسرب تحت كل تلك الضغوط المتكررة.
فالشعور بالمملل مسؤولية مشتركة وكل طرف مسؤول عن اقتحام هذا العدو حياته.. والذي لا يظهر الا بعد صراعات مريرة وصمت عميق والقدرة على الصبر فتنام المشاعر في سبات عميق وتخمد ولكن بعد فترة وان طالت تأتي لحظة الانفجار.
وإذا لم يتحمل كل طرف منذ البداية عبء هذه المسؤولية ويعترف بتقصيره ويبدأ بمواجهتها وكسر حدتها قدر الامكان ستتلاشى السعادة فالخروج من دوامة الملل ليس سهلا ولكنه ليس بالأمر المستحيل وكل ما يحتاجه من يحيا هذه الحياة هو إرادة وطاقة وقبل ذلك الرغبة في السعادة والشعور بالراحة.. فتغيير محور الحياة اليومية فن له تأثير عجيب في نفوسنا من خلال بعض الاضافات الصغيرة والبسيطة قد نجعل كل شيء في حياتنا مختلفاً والبداية تكون من انفسنا فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. والغريب ان هناك مفهوماً شائعاً بأن الحب لا يتداول الا داخل المنزل فقط فيعيش كل طرف في كيان الآخر.. ويدور حول فلكه وكأن هناك عقد احتكار ينص على أن ينهل كل طرف الحب والمشاعر من الطرف الآخر داخل القفص الذهبي وأحيانا تعتبر الزوجة زوجها هومركز الكون بالنسبة لها.. ويعتبر الزوج ان زوجته هي بدايته ونهايته .. ولا يشعران انهما بذلك يدمران كل جسور التجديد ولابد من وجود فواصل وحدود قد تتسع أو تضيق حسب الظروف بعيداً عن مجال المنزل.. فبعد فترة قد تطول أو تقصر يبدأ الإحساس الطبيعي والفطري بالشعور بالحاجة الى العلاقات الاجتماعية والتي بدورها تزيل جداراً عالياً وتهدم العزلة الداخلية فهناك عالم خارجي يرتبط بنا وصلته وثيقة ولصيقة لا يمكن ان تنفصل عنها مهما حاولنا لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي ويلتمس جزءاً من سعادته في حاجته للآخرين وحاجة الآخرين إليه.
إن الشعور بالتجديد يحتاج في بعض الأحيان أن يعطي الزوجان لنفسهما إجازة زوجية بأي شكل وبأي أسلوب فذلك له دور مهم في تخفيف حدة الملل فالابتعاد الجسدي لبعض الوقت له دور فعال في اشتعال ذروة الحب على أن تكون هذه الاجازة بحذر ووعي حتى لا تصبح هدماً وتقويضاً للحياة وزيادة في الجفاء والبعد.. كما أن هناك لمسات بسيطة ومفعولها أكيد في تبديد الملل سواء كان ذلك في ارسال كرت بسيط أو مهاتفة تلفونية أو كتابة عبارة جميلة أو في تغير ديكور المنزل أو تعديل تنظيمه وترتيبه وحتى في رؤية الزوجة لنفسها والتجديد في مظهرها من حيث لون شعرها وتسريحته أو الألوان والعطر الذي تستخدمه كل تلك التصرفات لها تأثير في النفس وتؤدي الى الارتياح والاقبال على الحياة بصورة أكثر شوقا وحنانا ولهفة.
كما ان تقديم بعض التنازلات التي لا تضر دون التخلي عن المبادىء والمثاليات تؤدي الى هدوء الصراع الداخلي والتفكير المستمر فظروف الحياة وصعوبتها تجعل الانسان العاقل يتخلى في بعض الاحيان عن بعض عاداته.
فالحياة تحتاج الى مرونة والأهم من ذلك الشعور بالرضا والذي يمنح نظرة اكثر تفاؤلاً وتمييزاً يتفوق على أي احباط.
لحظة سكون
يوم ممل ثقيل مليء بالأعمال والأعباء وطالما فكرنا بهذه الصورة ضاعت متعة المجهود مع انه في كل الأحوال سيضيع اليوم وينقضي فلماذا اذا لا نتقبله بحب ونعمل بحب؟ لماذا لا نتقبله بالسعادة حتى ينطبع ذلك الإحساس الرائع على ملامحنا ويكون واضحاً في تصرفاتنا.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved