Tuesday 25th June,200210862العددالثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قلق وجدل فلسطيني حول تأثير العمليات الاستشهادية قلق وجدل فلسطيني حول تأثير العمليات الاستشهادية

  * رام الله هشام عبد الله (ا.ف.ب):
انتقل الخلاف حول الهجمات الاستشهادية التي ينفذها فلسطينيون في اسرائيل من قمة الهرم بين السلطة والمعارضة الى صفوف النخبة الفلسطينية حول افضل السبل لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي.
ويحمل الخلاف بوادر ضعف تعاني منها القيادة الفلسطينية بعد عامين من الانتفاضة واعادة الجيش الاسرائيلي مؤخرا احتلال معظم مناطق السيادة الفلسطينية، وفور رفض حركتي حماس والجهاد الاسلاميتين دعوة الرئيس ياسر عرفات الى التوقف التام عن العمليات ضد المدنيين في اسرائيل الاسبوع الماضي نشرت مجموعة من نحو خمسين شخصية نداء يدعو الى وقف هذه العمليات، وتواصلت حملة التوقيع على النداء ونشرت صحيفة (القدس) الصادرة في الاراضي الفلسطينية اسماء دفعة جديدة من الموقعين على النداء تضم 118 اسما ليصل عدد التواقيع الى نحو الف، استنادا الى مصادر الحملة، ويتوجه النداء الى الذين يقفون وراء العمليات العسكرية (الاستشهادية) التي تستهدف المدنيين في اسرائيل ان يراجعوا حساباتهم وان يتوقفوا عن الدفع بشباننا الى القيام بهذه العمليات وذلك لاننا لا نرى نتائج منها سوى تكريس البغض والكراهية بين الشعبين.
وضمت قائمة المبادرين للنداء نحو خمسين شخصية لاسيما النائبة حنان عشراوي وسري نسيبة مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية وصالح رأفت أمين عام حزب فدا واخرين، لكن المعارضين لتوجيه مثل هذا النداء يؤكدون ان هذه ليست الطريقة المثلى لطرح القضية التي تحوز على اهتمام كافة شرائح الشعب الفلسطيني.
ويرى حاتم عبد القادر المسؤول في حركة فتح انه لايمكن تناول قضية العمليات «الاستشهادية» بمعزل عن الاحتلال الاسرائيلي والاجراءات التي تمارسها حكومة ارييل شارون ضد فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة.
واضطر منظمو الحملة الى اعادة صياغة النداء بعد تلقيهم انتقادات بخلوه من الاشارة الى الاحتلال الاسرائيلي في الوقت الذي يندد فيه بهذه الهجمات ويطالب باعادة النظر فيها.
وقال عبدالقادر في حديث لوكالة فرانس برس يجب طرح هذه القضية من خلال رؤية شاملة وليس بطريقة احادية الجانب دون الاشارة والتأكيد ان ذلك يحدث في سياق الحرب التي يشنها شارون ضد الشعب الفلسطيني، واضاف نحن ضد قتل المدنيين على الجانبين من حيث المبدأ ولكن يجب اولا تحديد الاسباب المباشرة وغير المباشرة التي ادت الى العمليات الاستشهادية واولها الاحتلال الاسرائيلي.
واكد عبد القادر ان حركة فتح تقود حوارا «داخليا» فلسطينيا لتحديد «برنامج سياسي للانتفاضة وتحديد ادوات النضال والمجال الجغرافي لهذا النضال في سياق العمل من اجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس في حدود الرابع من حزيران يونيو 67».
وتشارك فتح و12 فصيلا وحركة اخرى في لجنة القوى والمؤسسات الوطنية التي دابت على ادارة فعاليات الانتفاضة.
وقال انه التقى مسؤولين من حماس وحركات فلسطينية اخرى في الخارج في اطار هذا الحوار الذي يقول انه يلاقي صعوبات في تحقيق تقدم بسبب اجراءات الاحتلال الاسرائيلي.
وعارضت «كتائب شهداء الاقصى» المجموعة المسلحة المنبثقة عن حركة فتح فكرة وقف العمليات االاستشهادية التي شاركت في تنفيذ عدد منها ويرى كتاب ومثقفون فلسطينيون ان «ازدواجية وعدم وضوح» الخطاب الرسمي الفلسطيني ساهما في خلق فراغ تحاول المبادرات المحلية مثل نداء الشخصيات ملأه.
وقال الكاتب السياسي هاني المصري لوكالة فرانس برس «القيادة الفلسطينية مترددة: عين على الجنة وعين على النار، تريد المفاوضات والمقاومة في نفس الوقت»، واضاف «وامام هذا الوضع وعملية الاضعاف الكبيرة التي يسببها الاحتلال الاسرائيلي للقيادة نشأ فراغ كبير تحاول المبادرات المحلية الاجابة عليه»، وتشير الحركات التي تتبنى اسلوب العمليات الانتحارية الى نسبة التأييد العالية التي يحظى بها هذا العمل العسكري في صفوف الشارع الفلسطيني حيث يشير استطلاع رأي حديث الى ان حوالي 66 بالمئة من الفلسطينيين يؤيدون «القيام بالمزيد» من العمليات الاستشهادية.
وقال اسماعيل ابوشنب من حركة حماس «يجب ألا نعطي الموضوع اكثر من حجمه والموقف الفلسطيني معروف ولنطرح القضية على الاستفتاء ونرى».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved