Wednesday 26th June,200210863العددالاربعاء 15 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بلا تردد بلا تردد
متحف عبدالرؤوف خليل
هدى بنت فهد المعجل

لنفترض جدلاً أنك فقدت مئات الريالات..!! أو ألوفاً منها..!
كيف هو رد فعلك لحظتها..؟
أو لنفترض أنك أضعت قطعة أثرية حصلت عليها بشق الأنفس.. وبعد رحلة تطلبت منك بحثاً مضنياً.. هل ستجد الأمر بسيطاً بالنسبة لك..؟
هل ستمر الواقعة مروراً هيناً على نفسك..؟
إذاً ما قولك فيمن استمر ما يزيد على 50 عاماً وهو يشيد متحفاً أثرياً، ويضمنه القطع الفنية، والأثرية النادرة، ويعتني به، ويحشد فيه خلاصة الحضارات منذ العصر الحجري وحتى التاريخ المعاصر، وقد تكلف في مقابل جمع تلك القطع الملايين من الريالات ليجد نفسه أمام خبر اضطرام النار في متحفه بما حوى من مقتنيات تاريخية، وأثرية فأتت على ثلاثة أرباع المتحف تقريباً.
نعم.. هذا هو الوضع المأساوي الذي آل إليه متحف«عبدالرؤوف خليل» في جدة.
كانت بداية فكرة المتحف منذ عام 77م عندما طلب«عبدالرؤوف خليل» من أحد النجارين أن يضع له نافذة خشبية على الطراز القديم.
وبدأ في تشييد متحفه عام 1404هـ حينما جلب له أمهر الصناعيين والمهندسين واقتنى آلاف القطع الفنية والأثرية النادرة.. بعد أن صمم المتحف على الطرز المعمارية الإسلامية كالأموي- العباسي- الفاطمي- الأيويي- المملوكي- السلجوقي- المغولي- الأندلسي- الصفوي- التركي- العثماني بالإضافة إلى أعمال الأرابيسك.
كان الجهد المبذول وقت التشييد والجمع والتنظيم للقطع جهداً شخصياً لدرجة أن المتحف لم يسلم من نقد الزائرين لسوء التنظيم، ووضاعة الترتيب، مع عدم توثيق التحف والأثريات..
وعندما أراد الله وشاء ذهب ب ثلاثة أرباع المتحف في سويعات معدودة.
ماهي اسباب الحريق؟؟
ما دور حراس المتحف..؟
ما هو مستوى الصيانة الدائمة للمتحف ووسائل الأمان التي لابد أن تتخذ مع متحف بلا شك يحوي قطعاً أثرية سريعة الاشتعال، أو مساعدة له.. هذا إن كان هناك أصلاً صيانة.
عدة أسئلة لن تساهم في إعادة المتحف إلى سابق عهده.. ولكن حادثة متحف عبدالرؤوف خليل جرس إنذار، وتنبيه لمن لا يجيدون، ولا يتقنون فن إعطاء القطعة الأثرية قدرها الذي تستحقه.. فكيف بآلاف القطع.
هناك من يسهرون بهدف حماية منشأة«ما» ويوفرون كافة سبل، ووسائل الأمن والسلامة.. أفلا تستحق قطع نادرة، وأثرية أن تعطى الشيء نفسه.
لا شك أن تقصيراً ما حصل من مالك المتحف ربما لم يدركه إلا بعد أن حدث ما حدث.. فهل ننتبه، ونستيقظ.. أم نصر على النوم.. فلا نستيقظ إلا على جرس إنذار مجلجل كما الزلزال..!!

فاكس: 8435344-03

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved