Saturday 29th June,200210866العددالسبت 18 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف يفكر الإسرائيليون كيف يفكر الإسرائيليون

الوضع مختلف
كتب عاموس كرميل في يديعوت احرونوت مقالا بعنوان «حتى إذا نسينا هذا الخطاب بسرعة» قال فيه إن بوش يدعو «الشعب الفلسطيني إلى انتخاب قيادة جديدة، لا تساوم في مسألة «الإرهاب»، أي أنه يدعو إلى الإطاحة بعرفات... وقال الكاتب: في الرابع عشر من أيلول، وفيما كان لا يزال متورطا حتى العنق في قضية مونيكا ليفنسكي، ألقى الرئيس بيل كلينتون خطابا حول الشؤون الاقتصادية الدولية، وفي اليوم التالي كتب أحد المحللين الإسرائيليين أن بصمات هذا الخطاب على تاريخ الاقتصاد الدولي «ستظل واضحة المعالم لسنوات كثيرة.
وتابع قائلا: في هذه الأثناء يبدو الوضع مختلف تماما، في الرابع من كتوبر 2001م، أعلن أرييل شارون في مؤتمر صحفي أن «إسرائيل لن تكون تشيكوسلوفاكيا (لعام 1938) وكادت حراب سيوفنا على حلبتنا السياسية أن تنهار، فقد شرحوا لنا من كل جانب أن أمريكا لن تصفح لإسرائيل عن هذا الخطاب الخطير والمهين.
بل كان هناك من ادعوا أننا سنضطر بسببه إلى محاباة عرفات كي يتم ضمنا إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة أمريكا، من يتذكر ذلك الخطاب؟ من يتذكر ذلك التحالف (الذي لم يقم أبدا)؟.
ويمضي قائلا: المثلان أعلاه، وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى، طبعا، يطرحان هنا بعد الخطاب الذي ألقاه بوش، أمس الأول، بهدف تعليمنا أن الكثير من الخطابات والتقديرات تظل مجرد خطابات وتقديرات، ولا تنطوي في غالبيتها المطلقة، على أي التزام لا يمكن التراجع عنه، أو على تحديد حقائق لا يمكن قلبها، ومن يمكنه أن يشهد على ذلك أفضل من شمعون بيرس الذي قال، أمس الأول، بمرارة «إن بوش يرتكب خطأ مميتا»، و«أنه بحجم التوقعات من هذا الخطاب هكذا هو حجم الهوة التي ستسقط فيها المنطقة»، لكنه قال، أمس، إن الحديث يجري عن خطاب «كبير»؟.
وأضاف قائلا: ولكن حتى إذا نسي هذا الخطاب بسرعة، وحتى إذا تنكر له بوش في المستقبل، كليا أو جزئيا، فإنه سيظل يعبر بصدق عن السياسة الأمريكية الحالية، ولذلك من المناسب تفحص العديد من محفزاته والردود الإسرائيلية عليه.
بوش يملك الوقت
وحول خطاب الرئيس الأمريكي كتب أيضا عوفير شيلح الصحفي في يديعوت احرونوت مقالا تحت عنوان «بوش يملك الوقت، أما نحن فلا» وجاء فيه: الرؤية التي يعرضها بوش على الفلسطينيين بسيطة جدا: كونوا مثلنا، وعندها سنساعدكم كي تتحسن أوضاعكم، وإذا لم تفعلوا ذلك فسننتظر حتى تتغيروا.
وقال الكاتب إنه من المؤكد أن ابتسامة كبيرة ارتسمت على وجه شارون وهو يشاهد خطاب صديقه الحميم، جورج بوش، حول الشرق الأوسط، فبعد كل التردد والتأجيل.
بعد صراع القوى العلني بين وزارة الخارجية وبين وزارة الدفاع، بعد الانتظارالمتوتر والتسريبات غير الدقيقة (بما في ذلك التصريحات التي أدلى بها الناطق بلسان البيت الأبيض قبل ساعة من الخطاب نفسه) بعد ذلك كله خرج زعيم العالم الحر وفي فمه بشرى واحدة ووحيدة: كل شخص إلا ياسر عرفات، يتحتم على الرجل الانصراف بوسيلة ديمقراطية وحرة، طبعا، ولكن كم هو عدد الناس الذين سيموتون لدينا ولديهم حتى يتم ذلك، فهذا هو ما لم يقله الرئيس.
وتابع كاتب المقال قائلا: من المتعارف عليه القول، إنه بعد الحادي عشر من أيلول، باتت إدارة بوش تقسم العالم إلى أخيار وأشرار، صحيح، ولكن ليس هذا فحسب: فقبل وبعد تلك العملية الخارقة أخذ الرئيس يقسم العالم إلى أولئك الذين يشبهون أمريكا وأولئك الذين لا يشبهونها، فأولئك الذين يشبهون أمريكا يملكون شفافية وسوقا حرة واستبدال السلطة وأجهزة قضائية.وأولئك الذين لا يشبهونها، لا يملكون أي شيء، الرؤية التي يعرضها بوش على الفلسطينيين بسيطة جدا: كونوا مثلنا، وعندها سنساعدكم كي تتحسن أوضاعكم، وإذا لم تفعلوا ذلك فسننتظر حتى تتغيروا.ومضى الكاتب قائلا: إن حقيقة كون السوق الحرة والجهاز القضائي غير متاحة للشعب الخاضع للاحتلال، لا تقلق، كما يبدو بوش الذي لم تطأ قدم شعب آخر أرض بلاده منذ 200 سنة، كما أن حقيقة كون الدفاع الشرعي عن النفس في مواجهة الإرهاب، تجر إسرائيل نحو القيام بعمليات ترسخ هذا الوضع بل وتزيده خطورة، لا تعني أيضا من يمكنه إرسال بحارته إلى كل مكان وإخراجهم من هناك بمجرد أن يقرر ذلك.
وكما يبدو، أيضا، فإن حقيقة انه فيما تتضارب هذه التناقضات ببعضها، تسفك هنا دماء مئات المواطنين شهريا، لا تقض مضجع الرئيس بوش، فبالنسبة للبيت الأبيض، إما أن تكون هنا أمريكا، وإما أن ننتظر، أما كم هو عدد الناس، من بيننا ومن بينهم، الذين لن يحظوا برؤية ذلك اليوم، فهذا ليس من شأنه.
وتابع الكاتب قائلا: عرفات يشكل عقبة أمام شعبه وأمامنا وأمام المنطقة كلها، إنه شخص مقيت، متعصب، مظلم، لكنه لا يقوم أي شعب في العالم باستبدال رئيسه بناء على أوامر من واشنطن.
على بعد 90 ميلا فقط، من شواطئ فلوريدا، يحكم منذ أكثر من 40 عاما.، شخص استثمرت الإدارة الأمريكية لاسقاطه، الجهود التي لن تستثمرها أبدا من أجل عرفات، الأمريكيون يحاصرون كوبا، يجوعون الشعب الكوبي لأنه تجرأ على اختيار نظام حكم آخر، وينتظرون من فيدل كاسترو أو أنصاره فهم الرمز.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved