جريمة الزنا
* من المعروف أن جريمة الزنا تثبت بواسطة ثلاث طرق ألا وهي: رؤية أربعة شهود، أو الاعتراف، أو الحمل وظهوره عند المرأة، وبما أن الطريقة الأولى أصبحت مستحيلة وهي وجود أربعة شهود، فهل يمكن الاستعانة بالطب الحديث والاعتراف به بدون 4 شهود؟ وما رأيكم في ظاهرة الخفية والكتمان التي أنهكت المجتمع المسلم وأفسدت أخلاقياته، مما نتج عنه انحراف الشباب وكثرة المواليد غير الشرعيين؟
حاتم زروق بيروت
الحمد لله، الإسلام دين عقل وبصيرة ومنطق، ويفترض في بني الإنسان أن يحكموا عقولهم في أمورهم فيما يأخذون وما يدعون، وما يتبعون وما يجتنبون، وهم بحكم ما من الله عليهم به من نعمة العقل، يدركون ما ينفعهم وما يضرهم، وما يصلحهم وما يفسدهم، ويأخذون توجيه من يوجههم إلى ما فيه مصالحهم، ونتائج التوجيه الإسلامي من نبي الإسلام شاهد على أن الإنسان إذا وجد التوجيه استجاب في الغالب، وهذا يعني أن الإسلام في دعوته يعتبر الإقناع والإيمان أهم عنصرين في الدعوة إلى الصلاح والإصلاح، والعقوبة بعد قيام وازع الإسلام تعتبر من العناصر المساعدة في سبيل توجه المجتمع وتوجهه، وهي خاصة لمن لا يستجيب لداعي العقل والإيمان. والإسلام كذلك في توجيهه ومبادئ إصلاحه يعتبر التجسس والتحسس وإشاعة الفاحشة، من الأمور المنافية لقيام مجتمع إسلامي صالح ومصلح، ولهذا حفت الحدود بقيود تعطي متعاطي الفواحش فرصاً لمراجعة مسلكه للرجوع عن الانحراف، فالتوبة إلى الله، والاستماع لداعي العقل وما يحصل له من توجيهات ربانية، من طرق الصلاح والاستقامة.
وهذا يعني أنه لا يلزمنا البحث عن وسائل إثبات الفاحشة، بقدر ما يلزمنا من تكثيف الدعوة إلى الإيمان بالله عالم السر والعلن، والالتزام بالأخلاق، ورعاية الحقوق، والتمسك بمقتضيات الإيمان بالله رباً وإلها ومدبراً، ومجازياً على الإحسان إحساناً، وعلى الإساءة عقاباً أو غفراناً، وهذا لا يعني الدعوة إلى التساهل في متابعة الإجرام والعمل على القضاء عليه، وإصلاح أهله، والقيام بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، والله المستعان.
|