Sunday 30th June,200210867العددالأحد 19 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في حالة انهيار نظام صدام حسين في حالة انهيار نظام صدام حسين
هل أمريكا مؤهلة لإعادة بناء العراق؟!

رغم التحرك البطيء وارتفاع أصوات المعارضة، أوضحت الولايات المتحدة على نحو قاطع أنها بصدد شن هجوم على العراق لتغيير النظام. وهذا المشروع، كما تقترح ساندرا ماكي، الصحفية الأمريكية التي قامت بتغطية أحداث الشرق الأوسط طوال سنوات عديدة، من الممكن أن يكون هينا نسبيا من الناحية العسكرية، أما العواقب السياسية والاقتصادية، ليس بالنسبة للولايات المتحدة فقط، فإنها شيء آخر تماما. فمع الإطاحة بصدام حسين، ستسقط السلطة المركزية للعراق ويصبح ذلك البلد الهام شتاتا متناثرا من الصعب لم أشلائه.
ويشرح كتاب «إعادة الحسابات: العراق وتراث صدام حسين» نظرية ساندرا ماكي بشأن احتمال تفتيت العراق، وترى أن تاريخ العراق الحديث من حيث الاستعمار والانقلابات العسكرية وسياسة الدولة الوحشية والعقوبات الاقتصادية الخانقة، كل هذا أدى إلى تفاقم الانقسامات العرقية والطائفية في العراق، مما أدى في نهاية المطاف إلى إطفاء جذوة الشعور الحقيقي بالهوية الوطنية. والولايات المتحدة، في رأي الكاتبة، «معرضة لخطر التورط في صراعات داخلية لشعب آخر، ومن ثم تصبح واقعة في شرك من الأحقاد القديمة على نحو لن تستوعبه أبدا». ومع ذلك، توافق الكاتبة تماما على المزاعم الأمريكية البريطانية بشأن الخطر الذي يمثله العراق كدولة تمتلك أسلحة كيميائية وبيولوجية ولديها قدرات نووية، كما تتفق أيضا مع الرأي القائل بأن صدام حسين هو المسؤول شخصيا عن الحرمان الاقتصادي وسوء التغذية اللذين يعاني منهما الشعب العراقي.
وتستعرض ساندرا ماكي تاريخ النكبات التي مر بها الشعب العراقي : بداية من الإهمال على يد العثمانيين، ثم الضياع في ظل الاستعمار البريطاني، وما تلاها من نظم عسكرية ديكتاتورية. تخرج القصة برمتها إلى حيز الوجود في السبعينيات، حيث تقوم على أكتاف حزب البعث الذي كان في بادئ الأمر مجرد مجموعة محدودة من الخلايا السرية،ثم حدث ما حدث بعد استيلائه على نظام الحكم بواسطة أجهزة أمن تخلخلت داخل كل أركان الحكومة والمجتمع.
وجاء بعد ذلك صدام حسين، وظهر في بادئ الأمر باعتباره رجل البعث القوى، ولكن ابتداء من عام 1979 فصاعدا، أصبح دون مواربة طاغية العراق. فهو قبل كل شيء زعيم قبيلة، وتستند سلطته على شبكة معقدة من الصلات العائلية والقرابة والنسب في موطنه كريت بوسط العراق، وتصف الكاتبة الواقع السياسي في العراق اليوم بأنه: «مجتمع قبلي قمته صدام حسين وحلفاؤه».
فالنخبة القبلية تعيش في وفرة من الأرض، في حين يتمتع الأكراد في شمال العراق بما يشبه الحكم الذاتي ويخيفون جيران العراق، أما بقية أهل البلد، فتسحقهم العقوبات الاقتصادية والبنية التحتية المدمرة وعسس صدام. فهل أمريكا المنتصرة مؤهلة لإعادة بناء كل ذلك؟ ترى الكاتبة أن العراق لا يمكن حصره في ركن عادي من العالم؛ خاصة وأنه يقع في قلب المصالح الاستراتيجية الأمريكية، وأقل ما يوصف به انهياره وتحوله إلى فوضى أنه كارثة محققة.

المؤلف:Sandra Mackey
الناشر:w.w.norton&company

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved