بعد الإحباط الذي أصابهم بسبب فشل عملية السلام والغضب الذي اشتعل في صدورهم بسبب انتهاك أرييل شارون للحرم الشريف في القدس الشرقية، ثار الفلسطينيون في إسرائيل وفي الأراضي المحتلة في سبتمبر عام 2000، ومنذ ذلك الوقت والانتفاضة مستمرة.
ويقوم مجموعة من الخبراء، الكثير منهم مرتبط بشكل مباشر بالصراع، بتتبع مسار الانتفاضة وعواقبها على الشعب الفلسطيني والدولة الإسرائيلية وأثرها المتوقع على مستقبل السلام في الشرق الأوسط.
ويشير الباحث إدوارد سعيد إلى مدى خداع عملية السلام المزعومة، ويكشف نعوم شومسكي عن دور الولايات المتحدة في عرقلة التوصل إلى حل عادل للنزاع.
وتناقش أميرة هاس، مراسلة جريدة هاآرتس للشؤون الفلسطينية الوسائل الملتوية لوسائل الإعلام والحكومة الإسرائيلية، ويصف روبرت فيسك الميراث الإرهابي لأرييل شارون والاحتلال الإسرائيلي للبنان، وتكتب أهداف سويف الروائية الحاصلة على جائزة نوبل عن زيارتها للقدس في ذروة الانتفاضة.
وهناك مساهمون آخرون في الكتاب يقدمون مشاهد حية من معسكرات اللاجئين والمدارس الفلسطينية ومن الخط الأمامي للانتفاضة.
وتقدم الصور شهادة جلية تدل على صمود المقاومة، وتصور الخرائط مدى العوائق التي تضعها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.
كما تتعرض المقالات الواردة في الكتاب والتي كتبها عدد كبير من الصحفيين والنشطاء، معظمهم وليس جميعهم من الفلسطينيين، من منظور موال للفلسطينيين لبداية اندلاع إحداث العنف وتاريخ اتفاقيات أوسلو التي تلفظ أنفسها الأخيرة وانحياز «وسائل الإعلام الأمريكية» ضد الفلسطينيين، ضمن موضوعات أخرى، ويتم تفسير الاعمال الفدائية الفلسطينية على أنها الملاذ الأخير لشعب لا حول له ولا قوة، بينما يشار إلى مسؤولين أمريكيين سابقين على أنهم «أعضاء اللوبي الإسرائيلي».
وبينما تهدف المقالات بشكل واضح إلى زيادة التعاطف مع الفلسطينيين، يمكن للقارئ أن يلاحظ بعض الفروق الدقيقة بينها: فبعض المقالات تدافع عن السلطة الفلسطينية وقائدها ياسر عرفات باعتبارهم فعلوا كل ما بوسعهم من أجل السلام، بينما تتحدث مقالات أخرى عن السلطة الفلسطينية باعتبارها ديكتاتورية، وبشكل عام يعتبر الكتاب أن الولايات المتحدة وإسرائيل تمثل عقبات كبرى أمام عملية السلام.
لمؤلفون: Roane Carey (Editor), Noam Chomsky, Gila Svirsky,Alison Weir الناشر: Verso Books |