Sunday 30th June,200210867العددالأحد 19 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حديث الشبكة حديث الشبكة
تحديث النوافذ
خالد أبا الحسن

توصي مايكروسوفت مستخدمي أنظمتها بتحديثها من موقع الشركة وتدفعهم إلى ذلك دفعا، وقد تزايد إلحاح الشركة على عملائها وما أكثرهم في العالم للقيام بتحديث أنظمتهم بانتظام لأهداف تعلن مايكروسوفت أهميتها للمستخدمين، لكن ما يحدث لأجهزة الكثيرين لدى قيامهم بعملية التحديث يدعو للتساؤل والتردد في قبول دعوة مايكروسوفت، وهذا في الحقيقة يثير أسئلة كثيرة حول حدود مسؤولية مايكروسوفت تجاه عملائها وما يحدث لأجهزتهم جراء استخدام أنظمة مايكروسوفت، كما يثير تساؤلات عن حقيقة ما يحدث لدى تحديث الأنظمة وجدواه الحقيقية للمستخدم، والعلة التي تشير لها مايكروسوفت باستمرار هو عثورها على عيوب تصميمية في النظام تؤدي إلى إمكان اختراقه أو ضعف مستوى الأمان فيه فتدعو لتحديث النظام من باب حمايته، لكن يحدث الكثير مما لا علم لأحد به أثناء هذه العملية.
لعلي أبدأ بالحديث عن جهاز حاسب محمول اقتنيته مؤخرا، وقد جاء مجهزا بنظام نوافذ إكس بي، وقد قمت بعملية التحديث بعد إتمام التسجيل إلكترونيا وقبل أن أقوم بإضافة أية برامج أخرى على جهازي، وقد فعلت هذا حرصا مني على الحصول على عملية إعداد نظيفة كما هو معروف لدى الحاسوبيين Clean Install، فالجهاز وصلني محملا بنظام النوافذ وقمت باختباره ومسح أقراصه والتأكد من خلوه من أية عيوب تشغيلية، قمت بعدها بدخول موقع شركة مايكروسوفت لتحديث النظام.
ولدى القيام بذلك وإتمام العملية، فوجئت بتدهور أداء الجهاز وتثاقله بشكل ملحوظ، فقمت بإضافة برامجي الخاصة بي ولاحظت أن الجهاز بطيء رغم عنايتي الفائقة باختيار مكوناته، ووجدتني أرجع لجهازي العتيق الذي لا تزيد سرعته عن ربع سرعة هذا الجهاز ومع ذلك يفوقه أداء وكفاءة.
طرحت هذه القضية في جلسة مع جمع من زملاء الغربة فأشار غير واحد أنهم لم يقوموا بتحديث أنظمتهم واكتفوا بإضافة برامج حماية وجدار ناري وحسب، وأكدوابأن أداء أجهزتهم لا يدفع إلى القلق وأنهم لا يعانون من أي مشكلة تستحق التناول.
كما أفادوا بأن أجهزتهم الحديثة أفضل أداء من الأجهزة القديمة للفرق في السرعة والكفاءة، لكنهم أضافوا لذلك أن النظام لم يكن عاملا مؤثرا في إضعاف أداء أجهزتهم.
وأفاد آخرون بأنهم قاموا بعملية التحديث وتعرضوا لنفس المشكلة التي وجدتها في جهازي بعد تحديثه: ضعف في الأداء وانهيار متكرر أثناء تشغيل برامج من صنع مايكروسوفت نفسها وخلل في عمل بعض البرامج مما لا يمكن تفسيره بسهولة.
كما أفاد آخرون بأنهم قاموا بإعادة تهيئة الأقراص واستعادة النظام كما لو كان جديدا ثم امتنعوا عن التحديث بالكلية ووجدوا أن أجهزتهم أقل انهيارا مما كانت عليه ولم يجدوا ما كانوا يعانون منه حسب إفادتهم.
العجيب، ان هذا يحدث في أجهزة حديثة مجهزة بأنظمة شرعية وليست نسخا مقلدة، وكل البرامج الموجودة على هذه الأجهزة جاءت محملة على الجهاز قبل اقتنائه، بل إن أحدهم قام بإعادة جهازه واستبداله بجهاز آخر ولم يكن يعلم أن الخلل كان في نظام التشغيل وليس في الجهاز، بينما قام الآخر باقتناء جهاز ماكنتوش G4 ليطربنا كل مرة بما يجده من متعة في العمل على هذا الجهاز واعتمادية عالية لعدم انهيار التشغيل البتة، وقد أغرى الآخرين بحذو حذوه واقتناء جهاز ماكنتوش، فالمرء يقتني الجهاز كي يستخدمه لقضاء احتياجاته لا لكي يمضي الليالي يجاهد لإصلاحه من الأعطاب المتكررة، لكن حين يقضي جل وقته يعمل على إصلاح هذا النظام وإزالة الفيروسات وملفات التجسس منه وسد الثغرات المتعددة فيه، فإنه حينها يصبح خادما للجهاز بينما كان الواجب أن يكون الجهاز خادما له.
ورغم بعض الفوائد التي يجنيها المرء من التحديث، لكن واقع الحال والتجربة لا يبعثان على الاطمئنان لما تعمله مايكروسوفت بأجهزة الناس حين تدخل إليها بحجة تحديث النظام، فهاجس القرصنة مقلق واتفاقية التحديث التي تحتوي عشرات الصفحات ليست مشجعة للناس كي يقرؤوها، وحتى لو قرؤوها فإنه لا خيار لهم سوى (نعم أو لا)، من وجهة نظري، لا أجد ما يدفعني لتسليم جهازي لشركة مثل مايكروسوفت كي تتفحصه كما تشاء ثم تعطيني برنامجا أو اثنين قد استفيد منهما وقد لا أستفيد، ما دام الجهاز يعمل بشكل سليم، فإنني سأستمر في استخدامه دون فتح الباب للشركة كي تخترق خصوصيتي بحجة التحديث، وإن أصرت مايكروسوفت على استغلال التحديث لانتهاك خصوصية عملائها بحجة محاربة القرصنة، فإنني لن أجد ما يشجعني على الاستمرار أسيرا لتقنياتها، وأسأل الله أن يوفق منافسيها للتفوق ودعم التنوع في سوق التقنية.

KHALID@ALKHARJ.COM

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved