ما إن بدأت إجازة الصيف إلا وتسابقت المدن والمحافظات على إعلان انطلاقة مهرجاناتها السياحية الصيفية التي يبدو أنها في طريقها لأن تتحول إلى «موضة» تتسابق إلى الإعلان عنها حتى القرى والهجر التي لا يمكن أن تكون موطنا لأي ترويج سياحي منتظر.
ولم يعد عجيباً أن نسمع عن مهرجان للتنشيط السياحي في رماح أو العيينة أو سدوس ما دام الأمر لا يتعدى سوى الإعلان عبر وسائل الإعلام وإقامة أمسية ثقافية أو ندوة أو محاضرة أو تكوين لجان إعلامية قادرة على إبراز نشاط المهرجان وتحقيق النجاح الإعلامي وحده وهذا هو الأهم.
إن فكرة المهرجانات السياحية لابد أن يكون هدفها ترغيب المواطنين في قضاء إجازاتهم في مدن ومناطق هي سياحية في الأصل بما تملكه من أجواء ومواقع مناسبة ولا ينقصها سوى القليل من الجهود التنظيمية والمشاريع الاستثمارية لتكون مناطق جذب سياحية.
ولأن تلك المهرجانات الصيفية قد تحيد عن تحقيق أهدافها الواقعية أحياناً فقد تطغى في بعضها برامج الندوات والأمسيات على برامج الترفيه والترويح الذي يشكل عماد السياحة في أي مكان.
فالسياح وأطفالهم يريدون فنادق وشقق بأسعار معقولة وحجوزات طيران متاحة في أي وقت ويريدون «مراجيح» ووسائل ترفيه رخيصة أكثر من حاجتهم إلى ندوة ثقافية أو محاضرة علمية.. فللندوة مكانها وزمانها بالطبع ولكن في غير أوقات السياحة ومواطنها.. فالأطفال وأمهاتهم لم يقطعوا آلاف الأميال ليحضروا أمسية ثقافية أو شعرية ومن يتصور غير ذلك فليسأل صغاره أين تريدون أن نذهب اليوم؟!
|