Wednesday 3rd July,200210870العددالاربعاء 22 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تواضع مستوى الأغنية الحديثة.. بين مطرقة الكسب وسندان المجاملة تواضع مستوى الأغنية الحديثة.. بين مطرقة الكسب وسندان المجاملة
عسيري: للمجاملة دور أساسي.. والجوهر: كثرة المطربين ضاعفت عدد الأغاني.. والمستمع هو الحكم

  * تحقيق - خالد النويس
في ظل انتشار المحطات الإعلامية والفضائيات والانفتاح الكبير بين الثقافات انتشرت الأغنية بشكل كبير وأصبحنا نرى لها وجوداً كبيراً وقوياً، إلا أن ذلك انعكس سلباً على مستوى الأغنية، حيث ظهرت أغان ضعيفة المستوى سواء على صعيد الكلمة أو اللحن أو الأداء، وذلك عكس ما كان عليه قبل ما يقارب العشر سنوات أو أكثر قليلاً، فهل السبب ضعف الكلمات المغناة، أم ضعف الألحان وعدم الاهتمام بها أم عدم صلاحية الأصوات المؤدية، أم أن هناك أسباباً أخرى كشركات الانتاج والمجاملات للفنان وغيرها، ومن هنا أحببنا أن نأخذ آراء أسماء لها خبرتها في المجال الفني من شعراء وملحنين وفنانين وأيضا مسرحيين، لنضعها بين ايدي قرائنا الكرام الذين نسعد أيضا بتواصلهم وآرائهم حول هذا الموضوع.
زحمة!
أول ضيوفنا الكرام كان الأستاذ والفنان الكبير عبادي الجوهر إ قال: في تصوري أننا لا نستطيع الحكم على كل الأعمال المقدمة، فهناك حوالي أربعة آلاف أغنية تقدم سنويا ليست كلها في مستوى واحد، فمنها الجيد ومنها دون المستوى، ولكن كثرة الفنانين أصبحت زائدة عن المطلوب وهناك زحمة مطربين ومطربات وكل يوم تظهر أغنية جديدة، ولكن يبقى الحكم أولا وأخيراً للمستمع الذي له الاختيار في النهاية.
إحباط
أما الشاعر علي عسيري فقد جاء رأيه يحمل بعضا من الاحباط من حال الساحة الغنائية حاليا فقال: في رأيي أن جميع الأسباب من ضعف الكلمة وضعف اللحن وضعف الأداء وأيضا شركات الانتاج كلها لها دور في ذلك، إلا ان الدور الأكبر على المطرب أو الفنان لأنه هو المسؤول الأكبر في ذلك، لأن الفنان قد تفرض عليه أغنية أو أغنيتين في الشريط الواحد ولكن لا تفرض عليه جميع أعمال الألبوم، هذا إذا كانت هناك مجاملة من الفنان أو أنه يفرض هذا الاختيار من الشركة، ولكن أملي الكبير أن يراعي الفنانون أذواق الناس وأسماعهم.
فوضى
الشاعر سامي الجمعان قال: بلا أدنى شك فإن كثرة وكثافة الانتاج الغنائي في الفترة الأخيرة وبشكل ملفت للأنظار جعلت الساحة الفنية الغنائية تتحول إلى فوضى غنائية إن صح التعبير، وربما كان ذلك عائدا لظهور عدد من النتائج السلبية، منها: بعض الأصوات الجديدة التي تظهر بين الوقت والآخر وهي ليست بالمستوى الفني الجيد كذلك الحرص على الكلمة الجيدة واللحن الجيد لم يعد أمراً مهماً بالنسبة للشركات المنتجة، فالربح هو المطلب الأول، كما أن الإعلام الفني يحابي بعض الأصوات وإن كانت سيئة، فالصداقة لها دور في إبراز اسم الفنان قبل صوته واختياراته. وأخيراً فالجمهور لا يقاطع الصوت السيئ ولا يحرص على الاختيار الأفضل.
هذه الأسباب مجتمعة من وجهة نظري أدت الى انعكاس تأثيرها المباشر على مستوى الأغنية، وأنا أرى ان على الإعلام دوراً كبيراً في تصحيح هذا التردي الفني.
اطمئنان!
أما الملحن المعروف صالح الشهري فقد جاء رأيه مخالفاً للجميع - وهي وجهة نظره نحترمها ونقدرها بلاشك - حيث قال: بالعكس مستوى ووضع الأغنية الآن مطمئن بوجود العمالقة محمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالمجيد ورابح وراشد، فلا نستطيع أن نقول أنها في تراجع بل على العكس، في السابق كانوا يعشقون الأغاني الطويلة وعندهم الاستعداد للسماع، أما الآن فهو عصر السرعة وأيضا الظروف السياسية والاقتصادية تجبر الناس على سماع الأغاني القصيرة، والتي تحمل مضمون الأغاني الطويلة، فمثلا أغنية «يا بعد هالدنيا ليه» وأغنية «الما يعود لمجراه» أغان سهلة وبسيطة التركيب والحفظ، وكما ترى فقد نجحت نجاحاً جيداً بين الجمهور.
وقد حاولنا الاتصال بالملحن ناصر الصالح إلا أنه كان طوال الفترة الماضية متواجداً في القاهرة حتى فترة اعداد هذا التحقيق، وايضا حاولنا من جهة أخرى الاتصال بالملحن صلاح الهملان إلا أننا لم نستطع الوصول اليه بسبب ارتباطه بأوقات عمله المتفاوتة.
من جهة أخرى استمعنا إلى آراء أشخاص لهم خبرتهم في المجال الفني، فتوجهنا أولا للأستاذ: مشعل الرشيد المسرحي المعروف والذي جاء جوابه كما يلي: لا نستطيع أن نقول انها هابطة، لأن الحكم للشباب فهم أساس الجيل، والأغنية تمثل إيقاع العصر، فكل فترة تجد لها ايقاعها وأعمالها الخاصة بها، فالذي يقول إنها هابطة هم من الجيل السابق لأنهم تعودوا على الأغاني الطويلة عكس الجيل الحالي والذي يفضلها كما هي بشكلها الحالي.
ويقول الممثل المسرحي المعروف عبدالعزيز السماعيل: أتوقع أن ثقافة الفنان الموسيقية غير متوفرة وضحلة جداً، فعندما نقارن وضع الأغنية الحالي بالسابق نرى أن المناخ العام كان في السابق متميزاً جداً، وأنا أرى أن مؤسسات الإنتاج هي من ضمن الاسباب التي ادت إلى ضعف الكلمة، لأن الكلمة الحلوة موجودة، وقد أصبحنا نسمع الآن أن الأغنية لا تغنى أو تلحن إلا إذا دفع ثمنها ومع ذلك ففي اعتقادي تظل هناك محاولات جيدة وأغان جميلة إلا أنها لا تستطيع أن تقف في وجه هذا التيار من الأغاني العادية.
هروب تكتيكي!
توجهنا للمثل المعروف راشد الشمراني لمعرفة رأيه إلا أنه استطاع وبخبرته التمثيلية أن يفلت من الاجابة حيث اعتبر «أن الموضوع قوي والاجابة عليه مسؤولية وأنا في الحقيقة لست متابعا لما يدور في الساحة الفنية الغنائية ولا أدري عنها» وقد علمنا من مصادر قريبة جداً من الشمراني أنه صاحب أذن موسيقية قوية وحس موسيقي جميل وأنه عرف كيف يصرفنا بطريقة ذكية وجميلة.
الممثل الكوميدي فايز المالكي قال: كلها سلق بيض يا رجال، ما في طرب أصيل ولا فن أصيل لأنه خلاص راح، أهم شي الآن علشان ينجح أي فنان انه يكون وسيم مثل.... وهذا هو شرط النجاح في الفن حاليا، ومن ناحية الكلام تقدر تأخذه من جدار المدرسة، هذا بصراحة وضع الفن حاليا، حتى ان هناك شعراء ممتازين اختفوا عن الساحة والسبب الوضع الحالي، وأنا في رأيي أن الأسباب اجتمعت كلها: ضعف الكلمة وضعف اللحن وضعف الأداء وابتزاز شركات الانتاج في الربح المادي. وقد سألناه عن دخوله للساحة ومنافسة الموجودين قال: أنا والله لو أغني يا شيخ لأضرب السوق والفنانين كلهم.
هذه هي آراء ضيوفنا حول أسباب تدني مستوى الأغنية العربية بشكل عام، نضعها بين ايديكم قراءنا الأكارم آملين أن نعرف آراءكم أنتم أيضا حول هذا الموضوع، أو حتى حول آراء بعض ضيوفنا.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved