* غزة الضفة العواصم الوكالات :
تسارعت التحركات التي تقودها بصفة خاصة الولايات المتحدة الامريكية لتغيير القيادة الفلسطينية، والمحطة الأهم في هذا التوجه الاجتماع الذي عقد أمس في العاصمة البريطانية لندن والذي قال عنه وزير الخارجية الامريكي كولن باول انه سيتم خلاله الاستماع إلى وجهات نظر مندوبي اللجنة الرباعية حول التغيير المرتقب . وفي المقابل دعا المجلس الوطني الفلسطيني الفلسطينيين إلى التمسك بعرفات وتجديد الدعم له.
فقد دعا المجلس الوطني الفلسطيني أمس الثلاثاء الشعب الفلسطيني إلى الالتفاف خلف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات في مواجهة رغبة الرئيس الاميركي جورج بوش في تغييره.
وأكد المجلس في بيان تسلمته فرانس برس في عمان انه «يجدد دعمه وتأييده للقيادة الفلسطينية المنتخبة ممثلة بالقائد الرمز ياسر عرفات ويدعو جميع أبناء الشعب الفلسطيني بجميع شرائحه وقواه الفاعلة للالتفاف حول قيادته الشرعية صونا لخياراتنا الديموقراطية».
واعتبر المجلس موقف بوش وكبار المسؤولين الاميركيين الداعي لتغيير القيادة الفلسطينية بمثابة «تدخل سافر في خيارات وقناعات شعب آخر» كما شدد على ان «الشعب الفلسطيني كأي شعب آخر هو الطرف الوحيد صاحب الحق في اختيار قيادته وفقا للمبادئ الديموقراطية المتعارف عليها دوليا».
وانتقد المجلس بشدة «التشخيص الاميركي للوضع في الشرق الأوسط» حيث انه «بدلا من ان يركز على الاحتلال وإعادة الاحتلال باعتبارهما العامل المباشر لاندلاع أعمال العنف وعدم الاستقرار وبدلا من ان يدين إرهاب الدولة والجرائم البشعة التي تقترفها قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، يدين المقاومة الفلسطينية للاحتلال ويحمل القيادة الفلسطينية مسؤولية استمرارها».
وقد أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول مساء الاثنين ان الولايات المتحدة تعول على اللقاء الذي بدأ أمس في لندن لمندوبين عن لجنة مدريد الرباعية لإرساء أسس خطة عمل لإجراء إصلاحات فلسطينية وخصوصا تغيير القيادة الفلسطينية.
وبناء على التقدم الذي سيحرزونه، سيرتب باول لقاءات مع نظرائه الاوروبيين والعرب لتحديد مختلف نقاط هذه الخطة، كما أوضح في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وأضاف ان كل مندوب عن اللجنة الرباعية «الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والأمم المتحدة» سيحمل مقترحات حول الطريقة التي ستتبع «لتغيير» القيادة الفلسطينية كما طلب ذلك الرئيس الاميركي جورج بوش.
وأكد باول ان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز «سيبحث مع نظرائه في اللجنة الرباعية في ما يمكن عمله لتغيير القيادة الفلسطينية، ونوع خطة العمل الضرورية والتغييرات المحتملة على صعيد الأمن، وكيف نستطيع ان نبدأ العمل والبحث عن فرص عمل مع قادة فلسطينيين».
وضم اللقاء إضافة إلى بيرنز منسق الأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط تييري رود لارسن والموفد الروسي اندريه فدوفين والموفد الخاص للاتحاد الاوروبي إلى الشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس.
وقال باول ان لجنة مدريد الرباعية «ستبحث أيضا في ما اذا كان هناك قادة مستعدون للرد بشكل مناسب على تطلعات الشعب الفلسطيني وفي ما اذا كان الرئيس عرفات وقادة آخرون حاليون سيعطونهم فرصة القيام بتحولات أم لا».
وقال باول انه غير قادر على توقع النتائج العملية لاجتماع لندن الا انه أوضح انه يأمل بتحقيق تقدم نحو إعداد خطة عمل.
وتابع باول «لا أعرف ما اذا كان بيل (وليام بيرنز) بعد اجتماع واحد سيخرج من القاعة وبيده خطة عمل جاهزة للإعلان»، الا انه أعلن انه يأمل الالتقاء قريبا بوزراء خارجية اللجنة الرباعية وعدد من القادة العرب.
وأضاف «عندما سيعود كل عضو في اللجنة الرباعية ويجري مناقشات مع المسؤولين عنه، سأسعى عندئذ للقاء مسؤولي اللجنة الرباعية والمسؤولين العرب».
كما أعلن باول أيضا ان الولايات المتحدة لا تحاول فرض زعيم على الفلسطينيين عبر المطالبة برحيل ياسر عرفات.
وقال باول ان الفلسطينيين أحرار في اختيار ممثليهم مؤكدا في الوقت نفسه الموقف الذي أعلنه الأسبوع الماضي الرئيس جورج بوش ان واشنطن لن تدعم قيام دولة فلسطينية الا إذا تم استبدال عرفات.
وأضاف باول «لكني لا أعتقد انه سيكون ممنوعا ان نقول لهم انه اذا وقع اختيارهم على القيادة الحالية فاننا سنأخذ علما بهذا القرار، ولكن عليهم الا يتوقعوا ان نغير فجأة موقفنا وان نؤيد هذه القيادة بعد ان رفضنا ذلك في السابق».
وقال «نحتاج إلى ديناميكية جديدة وقيادة جديدة»، مشددا على ان مقترحات الرئيس بوش تلقى قبولا واسعا في الخارج بما في ذلك في أوروبا وفي العالم العربي.
وفيما يتصل بالتطورات على الأرض أفاد مصدر أمني فلسطيني ان القوات الاسرائيلية الخاصة مدعومة بالدبابات الاسرائيلية توغلت فجر أمس الثلاثاء شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة واعتقلت ستة من أفراد الأمن الوطني الفلسطيني بينهم ضابط.
وأضاف المصدر نفسه ان الجيش الاسرائيلي «اقتاد أفراد الأمن الفلسطيني إلى جهة مجهولة كما صادر أسلحتهم».
وفي خان يونس أيضا أعلن مصدر طبي ان أربعة فلسطينيين أصيبوا بجروح مساء الاثنين برصاص الجيش الاسرائيلي في أحد أحياء المدينة المشمولة بالحكم الذاتي في جنوب قطاع غزة.
وأضاف المصدر ان الفلسطينيين الأربعة ومنهم شابة في التاسعة عشرة من عمرها وشقيقتها «خمس سنوات» أصيبوا بشظايا قذائف ورشقات أطلقت من مستعمرة نيفي ديكاليم اليهودية المجاورة.
من جهة أخرى قال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس «إنه ليس على علم بوقوع أحداث في خان يونس» . وادعى ان إحدى وحدات الجيش عثرت بالقرب من رفح على الحدود مع مصر على أنفاق تستخدم لتهريب الأسلحة إلى السلطة الفلسطينية كما قال.
وعلم من مصدر أمني فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي دخل أمس الثلاثاء قرية الزبابدة في جنوب مدينة جنين بالضفة الغربية حيث فرض منع التجول واعتقل قرابة ثلاثين شابا.
وقامت القوات الاسرائيلية التي وصلت على متن 25 سيارة جيب بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل واعتقلت قرابة ثلاثين شاباً فلسطينياً.
إلى ذلك استدعى الجيش الاسرائيلي أمس الثلاثاء المزيد من جنود الاحتياط لتبديل قواته حتى تتابع برامج التدريب العادية وفق ما ذكرت إذاعة اسرائيل العامة.
وكان الجيش الاسرائيلي استدعى بشكل عاجل دفعة أولى من الاحتياطيين بعد الحملة الاسرائيلية «الطريق الحازم» التي بدأت عقب عمليتين استشهاديتين فلسطينيتين أوقعتا 26 قتيلا اسرائيليا.
وأعاد الجيش الاسرائيلي احتلال جميع المدن الفلسطينية باستثناء أريحا في إطار هذه الحملة وفرض حظر التجول على قرابة 800 ألف فلسطيني.
غزة - رويترز: طفل فلسطيني يشارك مئات المتظاهرين الذين حملوا اطباق الطعام الفارغة تعبيراً عن تردي الاوضاع المعيشية في ظل استمرار الحصار الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.
| 
