Wednesday 3rd July,200210870العددالاربعاء 22 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

احتدام الخلافات على التوجهات الغربية لبوتين احتدام الخلافات على التوجهات الغربية لبوتين

* موسكو- خدمة الجزيرة الصحفية:
لا يزال استعراض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطواته للتقارب مع الغرب في القمة الأخيرة لمجموعة الثماني التي جرت في كندا يثير في روسيا ردود فعل متناقضة فالبعض يدعم خط الكرملين الموجه نحو تعميق التكامل في الاقتصاد العالمي وتكثيف التعاون مع الغرب في قضايا الأمن، والبعض الآخر ينتقد بوتين لأنه وحسب رأيهم يقدم تنازلات غير مبررة للغرب الذي يواصل المحافظة على الهامش مع روسيا، وهذا ما أشار إليه نائب رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية الجنرال ليونيد إيفاشوف ونائب رئيس لجنة دوما الدولة للشؤون الدفاعية دكتورالعلوم التاريخية ألكسي أرباتوف (متخصص في العلوم التاريخية) في مؤتمر صحفي.فقد قال إيفاشوف انه يلاحظ الآن عملية تشكل مكثفة للسلطات الدولية مع العلم بأن ذلك لا يجري على أسس ديمقراطية، ومن ثم الانتقال إلى النظام القطب الواحد مع دولة واحدة «سوبر عظمى» متمثلة في الولايات المتحدة، وإلى جانب الضغوط المالية توجد عوامل ضغط أساسية على أولئك الذين يواجهون النظام الدولي الجديد.وفي ظل هذه الظروف كما يرى إيفاشوف يجري توزيع الوظائف بين الدول، وفرض ما يسمى بقواعد اللعبة الموحدة عليها إضافة إلى تدمير هويتها القومية.
وروسيا كما يشير إيفاشوف يُعطى لها دور مصدر الثروات الخام ومنطقة دفن الفضلات النووية، وتجري عملية شراء القدرات الذهنية في البلاد وتحرم من استقلاليتها.
وعلى خلاف إيفاشوف فإن أرباتوف الذي يمثل في دوما الدولة كتلة «يابلوكو» النيابية دعا إلى المزيد من الإصلاحات الليبرالية في الاقتصاد وإلى التقارب مع الغرب ويعتقد بأن مسيرة العولمة ليست مؤامرة وليست ربط اصطناعي للعالم بخطة علاقات بل هي واقع تاريخي موضوعي كما كان الحال على سبيل المثال مع عملية الاكتشافات الجغرافية العظيمة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
والأمر الآخر هو أن بعض الدول مستعدة بشكل جيد للانضمام إلى العولمة ودول أخرى أكثر ضعفا إضافة إلى إنها أقل استعدادا أصبحت العولمة بالنسبة لها عبئا ثقيلا، وبكلام آخر فإن العديد من الدول الأفريقية والآسيوية أضحت هدفا وليست كيانا للعولمة، وكما ذكر أرباتوف فقد تبين أن روسيا غير مستعدة بما فيه الكفاية لمسيرة العولمة بسبب الإصلاحات الاقتصادية غير الناجحة في بداية التسعينات والتي انعكست بشكل سلبي على قدرة البلاد الدفاعية وتطور العلوم والصحة والقطاعات الأكثر حيوية.وفي هذه الظروف كما يستنتج أرباتوف يجري بناء الحوار المثمر مع الغرب وأن التقارب معه ضروري، ومع وجهة النظر هذه كما يؤكد أرباتوف يتعين الترحيب بسلسلة القمم التي عقدت مؤخرا: روسيا - الولايات المتحدة، وروسيا - الاتحادالأوروبى، وروسيا - الناتو، ومع الدعم الاقتصادي لنتائج القمم ومع تقييم فوائدها لروسيا فإن أرباتوف وفي الوقت نفسه غير راض عن القرارات المحددة في المجال الأمني معتقدا أن الاتفاقيات المحققة تعكس بنسبة 90% موقف الولايات المتحدة وحلفائها وفقط 10 بالمائة موقف روسيا.
ويعني أرباتوف التوسع المتواصل للناتو وانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة موسكو للنظام الدفاعي المضاد للصواريخ لعام 1972 وعدد من البنود الموقعة في موسكو بين الرئيسين الروسي والأمريكي حول تقليص القدرات النووية، ويعتقد أرباتوف أن روسيا لا يجب أن تقدم التنازلات للولايات المتحدة في المسائل الأمنية ويتعين عليها إرساء التعاون مع الاتحاد الأوروبي وبالأخص الأخذ بالاعتبار واقع أن لدى موسكو وبروكسل وجهات نظر متطابقة في العديد من المسائل الدولية الهامة أكثر مما بين بروكسل وواشنطن، فحلفاء واشنطن الأوروبيون ينظرون بسلبية الى انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة عام 1972 كما إنهم لا يوافقون على تهديدات واشنطن للدول التي تطلق عليها اسم «الدولة المارقة» ولا سيما العراق كما لديهم وجهة نظرهم الخاصة فيما يتعلق بتسوية الأزمة في الشرق الأوسط .

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved