الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن القرآن الكريم هو خاتم الكتب السماوية أنزله الله على خاتم الرسل والأنبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تبياناً لكل شيء (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) النحل (89) وفيه هداية الناس في أمور دينهم ودنياهم قال تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم). وقد اختص الله جل وعلا به المسلمين وجعله دستورهم وحث على تدبره وحفظه وتلاوته وتجويده والعمل به وقد رغب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في تلاوته وتعلمه فقال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ حرفاً من كتاب الله كتبت له به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) رواه الترمذي. وقال عليه الصلاة والسلام: (خيركم من تعلّم القرآن وعلمه) رواه البخاري.
وقد امتن الله عز وجل على هذه البلاد المباركة بأن وفق قادتها المخلصين إلى تأسيسها على منهاج الشرع القويم تستظل براية (لا إله إلاّ الله) وتتشرف بخدمة الحرمين الشريفين ولا تألو جهداً ولا تدخر وسعاً في الاهتمام بكتاب الله والعناية به والأدلة واضحة على ذلك فقد شجعت - وفقها الله - الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم واحتضنتها ورعتها حق الرعاية مادياً ومعنوياً فقد خصصت لها الإعانات السنوية ومنحتها الأراضي لإقامة المباني عليها لتحقيق مقاصدها النبيلة وقد فتحت أبواب الخير لأهل الخير من الراغبين في خدمة كتاب الله عز وجل من العمل التطوعي في هذه الجمعيات لفتح أبواب الخير لفاعليه ومريديه، وإيماناً منها - أيدها الله - بالاعتناء بالقرآن واهتماماً به ما نراه من انتشار جمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في جميع المناطق والمحافظات والتي تنامى أعدادها وأعداد الملتحقين بها من البنين والبنات والنساء، وإجراء المسابقات القرآنية التي تحث على المنافسة فيه والمسابقة إليه حتى غدت هذه البلاد - حفظها الله - مضرب المثل في ذلك.
وإن من الدور الفعال لهذه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم هو حفظ النشء وتربيتهم على كتاب الله عز وجل وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما في ذلك من أثر بالغ في صلاحهم واستقامة سلوكهم وارتفاع مستوياتهم الدراسية فإنه من الملاحظ أن حافظ القرآن الكريم أكثر من غيره تفوقاً في الدراسة المدرسية. وإننا فرع جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمدينة موقق نسعد اليوم بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل - حفظه الله - ونعتز بزيارته الميمونة والتي تبعث فينا روح الهمة و العمل المعطاء لدفع مسيرة الخير والنماء فأهلاً وسهلاً بك صاحب السمو وأقدم لسموكم الكريم نبذة عن فرع جمعيتنا:
أهداف الجمعية:
1- العمل على نشر كتاب الله تعلماً وحفظاًَ وتلاوة.
2- مساعدة النشء في التخلق بأخلاق القرآن وتطبيقه في جميع شؤونهم واختيار المدرسين الأكفاء لهم.
3- إحياء دور المسجد وإبراز أهميته في الإسلام.
4- المشاركة في الدورات الخاصة للأئمة والمؤذنين.
5- تربية النشء على العقيدة الصحيحة وحفظهم من الانحرافات العقدية والمناهج الفاسدة.
نشاطات الجمعية:
يحتضن فرع الجميعة بمدينة موقق عدد (22) حلقة للبنين وكذلك عدد (4) حلقات نسائية وقد بلغ عدد الطلاب أكثر من (520) طالب وطالبة في مراحل الحفظ المختلفة وإن فرع الجمعية يتبعه أكثر من (40) ما بين مدينة وقرية وهجرة ونسعى جاهدين لتعميم الحلقات فيهم جميعاً ليعم الخير الجميع.
وانطلاقاً من واقع المسئولية فإن الفرع الآن يقوم بإعداد دورة تعليم نسائية للأمهات في قصار السور في مدينة موقق والمدن والقري التابعة لها.
وفي النهاية أتقدم بخالص الشكر والتقدير لولاة الأمر على اهتمامهم بالقرآن وتشجيعهم له ودعمهم لجمعياته وأهله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ذخراً للإسلام والمسلمين. وفي الختام لا يسعني إلا أن أسأل الله العظيم أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته وأن يحفظ بلادنا وقادتنا بحفظه والله الهادي إلى سواء السبيل والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وصحبه وسلم أجمعين.
(*) رئيس مجلس إدارة فرع جمعية تحفيظ القرآن الكريم بموقق |