عندما يُشرِّف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل مدينة موقق ويتفضل بوضع حجر الأساس لمستشفى موقق، فإنه يكتب صفحة جديدة في تاريخ هذه المدينة العريقة.. لا تنعزل عما سبقها من صفحات، ولكنها تؤسس لبدء مرحلة جديدة، تدخل فيها موقق ومعها منطقة حائل - اختباراً حقيقياً ستشهد، حال نجاحها فيه، طفرة جديدة تضعها في مكانها المستحق الذي تؤهله لها مقدراتها وإمكاناتها الطبيعية التي وهبها الله سبحانه وتعالى لها وتستدعي هذه المناسبة المهمة إلى الذهن خلاصات مهمة ودلالات متنوعة نوجز أبرزها فيما يلي:
هذا الحدث المهم مع حدث آخر أكبر وأهم بالنسبة لمستقبل حائل.
يتزامن تدشين الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، التي نعلق على وجودها أمالاً كباراً في الحفاظ على ما تحقق في المنطقة من إنجازات واضافة انجازات جديدة تحقق بفضل الله ثم بفضل جهود سمو أمير منطقة حائل خطة الدولة في توسيع المحور الاقتصادي (جدة - الرياض - الدمام)، إن منطقة حائل هي - بطبيعة الحال - المرشحة الأولى للانضمام إلى هذا المحور، بفضل المزايا النسبية التي تتمتع بها وهي مزايا لا تنبع من فراغ ولكنها تنبع من مقومات كثيرة.
فحائل تقع في مكان استراتيجي متميز يربط بين شمال المملكة وبين مكة المكرمة ويقع في منتصف المسافة بين الرياض العاصمة وبين خط الحدود مع الأردن والعراق.. كما أن منطقة حائل تكتسب أهميتها من خصائص جغرافية وطبوغرافية مميزة جعلتها من أهم المناطق الزراعية بالمملكة ووضعتها في مناطق الجذب السياحي فضلاً عما تضمه أرضها من موارد معدنية يمكن أن تكون أساساً لصناعة تعدينية متقدمة. يؤكد تشريف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز مدينة موقق ووضع حجر الأساس لمستشفى موقق وتدشين عدد من المشاريع التنموية الأخرى أن الدولة - في أعلى مستوياتها - حريصة على استكمال مرافق التجهيزات الأساسية بالمنطقة وتوسعة الخدمات العامة لتشمل المناطق الريفية والقروية وعلى أن سموه الكريم حريص على دعم السياسات والبرامج الشاملة للتنمية الريفية وتطوير البرامج والمشاريع الصحية والزراعية والصناعية والتجارية والإدارية وحث القطاع الخاص على الاتجاه باستثماراته إلى مراكز النمو وتوفير فرص العمل والنهوض بالحركة الاقتصادية.
بما يحقق الرفاهية لأبناء حائل ويهيئ لحركة التنمية مناخها الأمثل.
مشروع مستشفى موقق هو بالأساس تأكيد لجهود الدولة في دعم الخدمات الصحية بالمملكة وتعزيز لما نالته من اهتمام، فقد انتشرت في طول البلاد وعرضها مئات المراكز الصحية وعشرات المستشفيات مما يسر للمواطن والمقيم سبل العلاج وبرع الأطباء السعوديون في مختلف التخصصات وأصبحت لهم مكانة رفيعة وإنجازات عظيمة في المحافل العالمية. وتضع حكومتنا الرشيدة تقديم الخدمات الصحية في مقدمة وطليعة ثوابتها كجزء من اهتمامها بأغلى ما تملكه من ثروات وهو الإنسان السعودي، الذي يعد محور التنمية وهدفها وركيزتها الأولى.
وضع حجر الأساس لمستشفى موقق هو فرصة طيبة يسعد فيها أهالي المدينة بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، الذي يشرف موقق بزيارته ليتفقد البناء ويبارك الجهود ويستنهض الهمم ويقتطع من وقته النفيس سويعات يتابع فيها أحوال المدينة ويلامس عن كثب احتياجاتها ويوجه بتذليل العقبات أمام المواطنين وييسر أمامهم سبل الأداء المنتج الذي يساهم في رفعة الوطن ويثري سباق التطور الحضاري الذي تخوضه بلادنا على مختلف المسارات.
وفي النهاية، فإننا نستبشر خيراً بهذه الزيارة الكريمة التي نتمنى أن تكون حلقة من حلقات تنمية منطقة حائل التي ستسارع خطواتها - بمشيئة الله - بإنشاء الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل التي ستركز على تنمية حائل باستكمال البنية الأساسية الضرورية لنجاح الكثير من المشروعات مثل الهاتف والكهرباء والمياه وتنمية القطاع الزراعي والتوسع في إقامة السدود لتخزين مياه الأمطار وتطوير وتنمية المراعي وتطوير التصنيع الزراعي لانفراد المنطقة بارتفاع معدلات الانتاج الزراعي الذي يحقق للمنطقة مزايا نسبية في صناعة التمور وتعليب الخضار وعمل صناعات تحويلية للاستفادة من المخلفات الزراعية ومخلفات المصانع لعمل الأعلاف، إضافة إلى التركيز على استثمار الثروة المعدنية واستغلال المعادن المكتشفة في مواقع مختلفة بالمنطقة وتشجيع الصناعات بالمنطقة وتركيزها في المواقع ذات المزايا النسبية لتوازي المواد الخام وإعداد الدراسات اللازمة لذلك وتذليل العقبات التي تعترض طريق النمو الصناعي بالمنطقة والعمل على توفير الخدمات الأساسية لها والعمل على سرعة إتمام شبكة الطرق داخل المنطقة وبين المنطقة والمناطق الأخرى لتسهيل الحركة الصناعية والاقتصادية.
كما نأمل أن توفر الهيئة البيانات المتعلقة بفرص الاستثمار في المنطقة وتقدمها إلى المستثمرين بهدف اجتذابهم للاستثمار في المنطقة وتحدد النطاق العمراني للمنطقة وترسم خططاً عامة موحدة لتنفيذ برامج المرافق والخدمات لدى مختلف الجهات المعنية وتجري دراسات شاملة عن استعمالات الأراضي في المنطقة والسكان والنشاط الاقتصادي فيها ومصادر التلوث البيئي والأنشطة الاقتصادية وتلوث المياه وارتفاع منسوبية المياه ومعالجة النفايات، كما تتطلع أن تساهم الهيئة في تنمية القطاع السياحي بالاستفادة من موقع حائل الاستراتيجي الذي يبعد مسافات متساوية عن المدن الرئيسية بالمملكة مما يمنحها ميزة إضافية في النقل الجوي فضلاً عما تمتلكه حائل من ميزات تنافسية من خلال الطقس والتضاريس الطبيعية والموقع والثروات المعدنية والتاريخ والحضارة ويمكن بمزيد من الجهد تقديم سياحة فريدة واستضافة أحداث وفعاليات مهمة أو خلق فرص عمل سياحي تجاري مربح وتحويل منطقة حائل إلى منطقة سياحية يقصدها الناس، وتوفير إمكانيات أفضل لتعليم أبنائها.
| 
