إني على معرفة أكيدة بالجهود الكبيرة التي يبذلها مسؤولو الأمن والمرور على مستوى حجم الساعات الأربع والعشرين اليومية... غير أنَّ هذا الحشد القاتل والخانق في كلِّ الأوقات في كافَّة الطرقات ينبئ ب«خلل» ما، لعلَّ أول أسبابه «الناس» الذين يستخدمون المركبات الصغيرة المتحركة إذ لا أتخيل أن الجميع من المتسببين في هذه الاختناقات المرورية على أمور عاجلة وهامة وملحة في الأوقات كلها على هذا المنوال. حتى أصبح الفرد عند حاجته للخروج لقضاء أمر ما، وأمر ملح يستغرق حيزاً من الزمن إضافياً كي يضمن وصوله في الوقت المناسب لموعد طبيب، أولقاء عمل، أو أداء واجب...، أما الخروج لأمور يمكن تأجيلها فإنَّ من يرد أن يحمي نفسه من حرقة الشمس، أو ضيق النفس، عليه أن يجلس مكرماً في منزله.
السؤال: لماذا يزدحم الناس على الطرقات كلها بمثل ما يزدحمون على الطرقات التي وضعت ونفِّذت لأن تكون سريعة لا ازدحام فيها ولا توقف؟...
ثمَّ لماذا يتم إغلاق بعض مخارج الطرق السريعة مثل طريق الملك فهد في أوقات الذروة بينما لو تركت منافذه لخف الوضع وتنفَّس الطريق،... وهل الناس هي التي لا تعي أهمية الحركة وعليها تنظيم احتياجاتها، أم كثرة عدد العربات في كل بيت هي السبب إذ ربما تجد في الطريق الواحد أكثر من عربة بأكثر من قائد من البيت نفسه؟ وهل لو حدِّد أمر العربات بعدد أفراد الأسرة نظامياً يمكن أن تُنظم حركة السير؟....
و... لماذا يهرب الناس من بيوتهم؟ أو مكاتبهم؟ أو دوائر أعمالهم؟
حيث تجد في كافَّة الدول المتقدمة التي ينتظم أفرادها في أعمالهم لا تزدحم شوارعهم إلا في فترتين الأولى عند الذهاب، والأخرى عند الاياب من وإلى الأعمال ولذلك تسمى لديهم ساعة الذُّروة. أما هنا فإنَّ كلَّ الساعات ذروة ليلاً ونهاراً، وهذا مؤشر خطير إلى أنَّ الناس لا تعمل ولا تنتظم في أعمالها كما يجب . وعليه فإن علاجاً سريعاً يتطلب البحث في محصلات ونتائج وعائدات الأعمال في كافة المؤسسات لمعرفة مدى أداء الموظف لعمله من خلال انتظامه، وإلاَّ فابحثوا عنه في الطرقات!!
|