تخيل أن يُقال لك أنَّك في مهرجان سياحي صيفي.. والعرق يتسرَّب من جسدك.. و«وواهج» الحر يكاد يشوي وجهك..
بالتأكيد.. لابد أن يفرح الناس وأن يخلقوا لهم مخرجاً جميلاً ولا تثريب عليهم أن صنعوا الفرح في مدن ساخنة تلهبها الشمس وتجعل من أسمنتها تنوراً لا تتناوله إلا برودة طفيفة في أواسط ليل قصير لا يفتأ أن يرحل سريعاً...
** حائل وعنيزة والدمام والمدينة وجدة.. كلها تنسج فرحاً لأهلها الباقين فيها صيفاً..
وتصر على أن تُدوَّن مفردة سياحة..
والمناشط في جلها جميلة.. لكنها لم لاتتم داخل المدن بشكل دائم
.. لِمَ لا تستحيل كل مدن المملكة إلى مدن متحركة تستقطب أهلها وتسعى إلى تسليتهم التسلية البريئة التي لا تلهي عن طاعات ولا تجرف إلى معاصٍ..
الترفيه البريء ليس وسيلة لتزجية الوقت إنه وسيلة تربوية اجتماعية للتنفيس واكتشاف الطاقات وتنمية المشاركة الاجتماعية وإشغال الناس عن القيل والقال وإيجاد مناشط ومخارج لتزجية الوقت بخلاف التسوق والطلب من المطاعم والتي تنقضي فيهما وعبرهما ليالي الإجازة عادة..
فتتضخم الأجساد وتضمر الجيوب.. وتزداد الكآبة وتستعر حمى جلد الذات وتقريعها..
** مهرجانات الصيف على سخونتها في بعض المدن فهي مخرج إيجابي بإمكانه لو عمم على كل أيام السنة ليقضي فيه الناس أوقات فراغهم الأسبوعية وإجازاتهم الموسمية لكان أكثر نفعاً وأكثر جدوى.. ففيه فرص توظيفية جيدة لكثير من الطاقات.. وفيه تنمية الإحساس الجماعي وروح الانتماء..
إن مدناً باردة مثل أبها والباحة والطائف.. يكون التصييف فيها حقيقياً وتتناغم فيها المناشط الترويحية أحرى برأيي أن يلتفت إليها الإعلام ويركز عليها وحدها أو على الأقل بشكل لافت في وقت الصيف دوناً عن بقية المدن..
لأننا بحاجة إلى تنمية وطنية للسياحة.. وصناعة السياحة فن يجب ان يجيد الإعلام دوره فيها.. وتداخل الحديث عن صيف المدن الساخنة والباردة يفقدنا الكثير من القدرة على استقطاب سائح خارجي لمدننا الباردة والتي نأمل أن تكون وسيلة جذب لمداخيل اقتصادية جديدة يؤمها الشباب من كل مدينة ليجدوا فيها فرص الوظائف وتنمو فيها التجارة وتزدهر فيها المناشط والفعاليات هي وحدها. تماماً مثلما تركز مصر على «شرم الشيخ والغردقة والأقصر».. فإننا بحاجة إلي تركيز إعلامي على مواقع سياحية بذاتها ننمي وجودها في ذاكرة السياحة العالمية.. لكننا بصيف حايل وصيف عنيزة وصيف الدمام نربك الخطط السياحية ونفقدها تناميها المتوقع.
|