Wednesday 3rd July,200210870العددالاربعاء 22 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

منعطفات منعطفات
حقوق الزوجة المطلقة
د. فهد سعود اليحيا

ما رأيكم بفلان؟ نعم الدكتور «فلان» ذو الاسم اللامع! فلان بدأ من الصفر. وربما تزوج أثناء الدراسة الجامعية أو بعد التخرج. تحملت معه زوجته كل شيء.. السراء والضراء.. الحلوة والمرة.. لم تكن تتميز بأي شيء كانت عادية مثل باقي الزوجات. عاد من البعثة ولمع اسمه وترقى في المناصب وأنعم الله عليه بعد العرواي بالشبح، وبعد بيت الطين بفيلا على أربعة شوارع. وقرر ان يمارس حقه الشرعي في الزواج من أخرى. لا بأس! ولكن الزوجة الجديدة اشترطت أن يطلق زوجته الأولى. وافق على ذلك. لا بأس! الطلاق بيده وهذا حقه. وخرجت من البيت بملابسها وفي رواية بمصاغها أيضاً! دخلت بيته والريال في عزيز مثل الأبلق، وخرجت والدولارات لديه بالأكوام.
قليل خاتمة أي وصف من الأوصاف؟ هو وحده، فالكثير يفعلون مثل فعله وان اختلفت التفاصيل. ثم، ماذا تفعل الزوجة السابقة بهذه الأوصاف؟ وفي أي بنك تصرفها؟
ما رأيكم بعلان؟ نعم «علان» رجل الأعمال المشهور؟ تزوج عندما كان سائق تريلا وقيل كان عاملاً في أرامكو.. الله أعلم كان ضعيف الحال. وبعد عقد أوعقدين وربما ثلاثة طلقها وتزوج بأخرى صبية دلوعة يستعيد معها شبابه الذي ضاع مع تلك الشمطاء (حالياً) . ما علينا الله يسعده.. هو يمارس حقاً لا يماريه فيه أحد.
والزوجة السابقة خرجت بملابسها وحاجياتها الشخصية . القصر قصره. والشقق والفلل المتناثرة في لبنان ومصر وتونس واوروبا ملكه، والشركات شركاته، والحسابات البنكية باسمه.
أفا يا «علان»! أنت قليل أصل فعلاً! ما تقدر العشرة! حسافة عليك «علانة» التي نامت معك ليال طوال على الطوى، ولكن ماذا ينفع علانة كلامنا هذا؟!
دعوكم من فلان وعلان فهذا «فلنتان» فراش المدرسة الابتدائية وحارسها. قطعة الأرض التي ورثها في سفح الجبل، في الوادي المنسي انتزعتها منه الحكومة، وجاءت له نقود لم يحلم بها فابتاع سيارة كامري، واشترى بيتاً صغيراً بجوار المدرسة، وتزوج بأخرى بعد طلق العجوز المحقا!
وهناك الكثيرون منهم وأنا على ثقة أن أي قارىء لابد أن يعرف قصة واحدة على الأقل. وغيرهم أيضا كثر ممن فعلوا عكس فعلهم وكان طلاقهم إنسانياً وحضارياً وأكرموا زوجاتهم المطلقات مالياً وأدبياً.
اتفقنا؟ الحمد لله! الإسلام دين العدل والسماحة ومكارم الأخلاق، والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة تؤكدان ذلك بقوة، وعمل الفقهاء بهمة عالية لتبيان مقاصد الشريعة.
فهل من المقبول ان تكافأ زوجة مهيضة الجناح على إخلاصها وتحملها شظف العيش في الضراء بالطلاق في السراء دون مكافأة؟ هناك ثوابت في الدين لا يستطيع مخلوق أن يغير فيها مقدار أنملة. ولكن هناك الكثير والكثير لولي الأمر أن يفعله لتحقيق روح الإسلام ومثله العليا.
ما رأيكم إذاً أن يمارس الرجل حقوقه المشروعة بالزواج والطلاق وأن يتأكد ولي الأمر بأن الزوجة السابقة ستحصل على العدل والكرامة. أنا متأكد أن العلماء والفقهاء سيجدون وسيلة تتفق وروح الدين الحنيف، وتتفهم مقاصد الشريعة.

فاكس: 4782781

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved