بعد التحية، لا أدري بالضبط مدى السر الذي تحمله احصائيات المرور عن الحوادث التي تشهدها طرقنا فقد سجلت أعلى نسبة حوادث مرورية في العالم داخل مملكتنا، حيث بلغ خلال العشرين عاماً عدد الحوادث «201010298» حادثاً أُصيب فيه «649934» شخصاً وتُوفي 87734 شخصاً وقد قدرت دراسة حديثة بأن حوادث المرور خلال العشرين عاماً المقبلة ب5 ،3 ملايين حادث يبلغ عدد ضحاياها 8634 شخصاً والعلم بيد الله سبحانه رغم ان طرقنا من افضل الطرق في العالم وان الامكانات لدينا متاحة وسياراتنا من أحدث «الموديلات» ولدينا مهرة في فن القيادة بفضل تباعد الطرق.
ولا أدري ما هي الأسباب وراء تزايد ظاهرة الحوادث رغم ان الناس تتضجر من إيقاع المخالفات.. إنني أدرك أن هناك سراً يجب ان نبحثه وأن نناقشه وان نجعل لجاناً تختص في دراسة ذلك حتى نجد الحلول، إننا بحاجة الى حملة مرورية عميقة في تطبيقها لا دعاية تذهب في نهايتها كالدعايات العابرة، لقد اوجدنا كل ما يخدم قائدي السيارات ويبقى الدور الذي يجعل نمط حياتنا تطبيقياً فيما نتعلمه في حياتنا من فنون في القيادة. يجب ان يكون قائد السيارة لديه فكرة واسعة عن مكوناتها حتى يدرك ما هو خطير وما يحتاج الى صيانة دائمة ومايحتاج عرضه على فني مختص يجب ان نحقق آمالنا وطموحاتنا في ان تكون مملكتنا من أقل دول العالم في حوادث المرور، لقد وفرت الدولة مشكورة شتى الامكانات ووضعت إدارة للمرور من أفضل الإدارات وساهمت في التوعية والتثقيف ولكن ننسى انفسنا وننسى حق الطريق علينا ونحاول اللحاق بركب الحضارة على حساب ثرواتنا وطاقاتنا. ونحلم بأن نكون نحن احق بالطريق من غيرنا. إنه واجب ان نلقي نظرة وان نعود لمحاسبة النفس وإلا ما فائدة العجلة وما فائدة السرعة التي تؤدي بنا الى الموت السريع؟ إن الدراسة المستقبلية التي أجريت، علامة استفهام كبيرة يجب ان توقظ الضمائر وتحرك المشاعر وترفع الوعي المروري وإلا فنحن مقبلون على نفق مظلم. فهل ننتظر من الدولة أن تضع بجانب كل قائد سيارة رجل مرور حتى نصل الى مرور افضل؟ ماذا بقي ان تعمله الدولة أعزها الله هل تضع قائد محنك لإيصالنا الى بر الأمان؟ إن الدور يبقى أمانة عظيمة وعلامة مضيئة حتى نعود للواقع ونعود بأنفسنا للتفكر بأننا شعب يلهث وراء الدنيا ناسياً حق الآخرة أرجو ان لا تأخذنا الرفاهية الى عالم العشوائية والفوضى. يجب ان نقدر النعم حتى لا تزول فبالشكر تدوم النعم وبالقدوة والمثالية تتعلم الأجيال الدروس والعبر.
ان الحوادث التي نسمع بها ونقرأ عنها لا تحرك فينا حساً ولا توعظ فؤاداً ولا تؤثر في النفس الأمارة بالسوء. ندفن موتانا من السرعة وفي الغد نعود الى السرعة ناسين ما حلّ بمن حولنا.
إن إدارة المرور لا يوجد بها عصا سحرية لكي تخلق مجتمعاً خالياً من الحوادث.. لأنها أدت دورها بامتياز وطبقت اقصى العقوبات.. ومازال الأمر يزداد فداحة. فهل نلوم المرور؟! بل اللوم لأنفسنا ولواقعنا الذي نعايشه. فكلنا رجال مرور مطلوب تعاون الجميع والوقوف ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذه الدولة أمنياً ومرورياً.
فكلنا عيون ساهرة لنصل بالسفينة الى بر الأمان وتكون مملكة بلا حوادث بحول الله تعالى..
حمد بن عبدالله بن خنين باحث بمجلة العدل |