الفوزان يعقِّب على «دسست السم في العسل»
لا أعرف الفضائيات ولا فتاوى مشايخها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كتب الأستاذ الفاضل الشيخ عبيد بن عبدالعزيز الفيصل مقالاً في عدد «الجزيرة» رقم «10856» في 8/4/1423هـ تحت عنوان «دسست السم في العسل بفتاوى الفضائيات»، وكان يعقِّب فيه على مقالي المنشور في العدد رقم «10848» في 30/3/1423هـ تحت عنوان «أيهما أكثر ضرراً قيادة المرأة أم الاختلاط» ورداً عليه أقول أحبك في الله يا أخي كما أحببتني، وكما أنك تحبني وتحب لي الخير فأنا كذلك أحبك في الله وأحب لك الخير والتوفيق في دنياك وآخرتك. أما قولك إنني دسست السم في العسل وتبنيت فتاوى مشايخ القنوات الفضائية فلعلمك أنني لا أعرف القنوات الفضائية ولا فتاوى مشايخها كما تقول حيث لا يوجد في بيتي لاقط لها كما أنني لم أدس السم في العسل ولم أقل منكراً يوجب ذلك ولكنني نقلت آراء علماء أفاضل، ومع احترامي لآراء علمائنا الأفاضل وفتاويهم فأنت تعلم يقيناً أن مسألة جواز كشف الوجه والكفين أو عدم جواز كشفهما مسألة خلافية وفيها قولان من عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وإلى اليوم، فابن عباس رضي الله عنه ومن تابعه لهم رأيهم وابن مسعود رضي الله عنه ومن تابعه لهم رأيهم وكذلك علماء التابعين وتابعي التابعين وعلماء السلف والأئمة الأربعة وأتباعهم كل واحد يأخذ بأحد القولين ويؤيِّده بالأدلة المستنبطة من الكتاب والسنة والقياس والترجيح، حيث لا يوجد دليل صريح وقطعي الدلالة يحسم الخلاف فيه وطرحه للنقاش الهادئ والرزين سيقرب تباين النظر ويوضح أوجه الخلاف.
أما قيادة المرأة للسيارة فليس هو المقصود بحد ذاته وإنما طرحته للنقاش للمقارنة بين الضرر الذي سينتج عنه فيما لو سمحت به الجهات المختصة بموجب تقنين وقوانين وتعليمات تراها تخدم الصالح العام وبين ضرر واقع وقائم الآن وهو خلو واختلاط عدد كبير من السائقين الأجانب بنسائنا وبناتنا وأخواتنا وأبنائنا القصّر والمراهقين واحتكاكهم بهم يومياً ونقلهم عاداتهم وتقاليدهم ومفاهيمهم إليهم، وأنتم تعلمون أن خلو المرأة برجل أجنبي عنها حرام ويكون الشيطان ثالثهما، كما أن اختلاط الرجال الأجانب بالنساء حرام حرمة قطعية.. وهل باستطاعة من لديه سائق عائلة أن يتلافى اختلاطه وخلوه بمحارمه أو الاستغناء عنه.
إذاً لا بد من الأخذ بأحد الأمرين إما التعاقد مع سائق أجنبي وإدخاله على المحارم وخلوه واختلاطه بهن يومياً أو السماح للمرأة بقيادة السيارة بتقنين معلوم وأنظمة وتعليمات تقلل وتحد من السلبيات التي ستنتج عنه. ومعلوم أن كلا الأمرين شر لا بد منه ولكن الأخذ بأقلهما ضرراً هو المطلوب.. والله المستعان..