Wednesday 3rd July,200210870العددالاربعاء 22 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الرياضة والتنمية الرياضة والتنمية
لماذا فشلت الدول العربية في الوصول إلى مونديال عام 2002م؟
د. يوسف بن إبراهيم السلوم

للإجابة عن هذا السؤال ينبغي لنا ان نستعرض علاقة الرياضة بالتنمية.
الرياضة لها علاقة بالسياسة والتنمية فعلى سبيل المثال النشيد الوطني يلقى في أول كل مباراة ورؤساء الدول يهتمون بالفرق الرياضية والرياضة لديها قوة دفع وطنية لجميع المشاعر الوطنية، فكرة القدم مثلاً تثير المشاعر الوطنية والقومية وتظهر تكاتف الناس وحبهم للوطن، فالفوز والهزيمة يؤثران في الشعور وعلاقات الدول فيما بينها وفي معنويات الرياضيين والمواطنين.
ونشأ ما يطلق عليه الاقتصاد السياسي لكرة القدم بالنسبة للدول المضيفة للأولمبياد.
ويزيد السياحة لها طول الأربع سنوات التي يتقرر فيها مكان المونديال.
إن الفشل في المعارك الرياضية يدخل تحت الفشل في معترك الحياة العامة كالفشل في المعارك الحربية والمعارك الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية ومن أهم مسببات هذا هو التخلف في التنمية.
إن الفرق بين الدول المتقدمة والدول النامية كبير والفجوة تتسع واللحاق بالركب يكاد يكون مستحيلاً ما لم نغير في كثير من أمورنا وسلوكنا وتصرفاتنا في كل شأن من شؤون حياتنا، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {إنَّ پلَّهّ لا يٍغّيٌَرٍ مّا بٌقّوًمُ حّتَّى" يٍغّيٌَرٍوا مّا بٌأّنفٍسٌهٌمً}.
فعوامل التقدم واضحة ومعلومة لدى المتخصصين في دراسات التنمية ومن أهم هذه العوامل هي:
* وضع الاستراتيجيات المستقبلية وتحديد الأهداف.
* التخطيط السليم والبرمجة المسبقة للمشروعات وفقاً للاستراتيجيات والأهداف العامة والمحددة.
* إصلاح الإدارة وحسن التنظيم.
* المتابعة وتقويم الأداء والمراقبة.
* الحوافز المعنوية والمادية للفرق الرياضية الوطنية.
* إشراك القطاع الخاص في إدارة المشاريع الربحية الاقتصادية.
ومقياس التقدم هو ارتفاع مستوى المعيشة ومستوى الدخل والتعليم والصحة وزيادة الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي والتقدم التقني.
فلو رجعنا إلى الفشل في الرياضة نجده انعكاساً لهذه الأسباب مثل سوء في التخطيط والإدارة وخلل في التنظيم ونقص في التدريب.
بمعنى آخر، عدم توفر الإعداد الجيد وعدم الاهتمام بتعليم وصحة أعضاء الفرق الرياضية وعدم السماح لهم بالاحتراف للتدريب والتجربة العالمية.
ولا نقصد بالإعداد الجيد إعداد المباني وتشييد المنشآت، مع أهمية هذا الجانب فهو عامل مهم وحيوي وضروري للإعداد الجيد، ولكن الإعداد البشري وتهيئة العناصر المؤهلة والمدربة لمواجهة أي فريق سواء كان هذا الفريق «ماكينة أو غير ماكينة، مثل الفريق الألماني» وتهيئة الإدارة الفنية المدربة والمتخصصة فقط في الشؤون الرياضية.
ومن الحلول في نظري هو التطوير الرياضي في بلادنا وكسب النصر في المعارك الرياضية القادمة هو الخصخصة للنوادي الرياضية وبعد الحكومة عن التدخل في شؤون الرياضة إلا من باب الإشراف والتوجيه وترك الإدارة العملية والتمويل للقطاع الخاص، والتخطيط والتنظيم للشؤون الرياضية والشباب بعد وضع استراتيجية وأهداف عامة ومحددة.
الرياضة والسياسة
لم تعد الرياضة البدنية مجرد ترويح للأبدان وتنشيط للأذهان فحسب، بل أصبح لها شأن عظيم في المدلول السياسي ولا سيما عندما تخرج خارج البلد لأداء مهمة وطنية ومنافسة على المستوى الاقليمي ثم القاري وأخيراً في المحافل الدولية، حيث أصبح للرياضة تأثير على السياسة والاقتصاد والإعلام، كما هو معروف من قبل الجميع، كما ان هذه الأنشطة لها تأثير على الرياضة وخاصة في مباريات كرة القدم الدولية «المونديال» حيث أصبحت الدول الكبرى تلعب مع الدول الصغرى، بتعبير آخر الدول المتقدمة تلعب مع الدول النامية والدول الغنية مع الدول الفقيرة.
ومن هنا لعب الإعلام دوراً كبيراً، حيث حقق الأرباح الطائلة، فعلى سبيل المثال، فقد انفردت الشبكة الأمريكية ال«columbia Broadcasting System زcbsس نظام بث شركة كولومبيا» بنقل كرة القدم الأمريكية ال«foot ball» مقابل «400 مليون دولار» وكذا فعلت ART الفضائية العربية «ويا ليتها ما فعلت، فقد ضاعت نشوة المونديال» وساعدت الأقمار الصناعية ولعبت دوراً كبيراً في نقل هذه التجمعات الرياضية وتوصيل ساحات الملاعب ومضامير السباقات إلى المنازل وإلى داخل غرف النوم، وقد أصبحت القيادات السياسية تتابع مجرى المباريات الرياضية وكل دولة تريد ان تحتل المكان المرموق، هذا إذا فشلت في تحقيق الصدارة.
ففي السياسة الدولية أصبح استضافة «المونديال» كل أربع سنوات حدثاً سياسياً واقتصادياً وإعلامياً تتطلع إلى كسبه والفوز به كل دولة، فهو بحق مكسب سياسي واقتصادي بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان، فهي تزيد من النشاط السياحي والدخل الوطني حتى اننا نرى هذه الأيام الرياضيين يرتدون منتجات الشركات مقابل مبلغ من المال.
أصبحت الأندية الرياضية ذات دخل قوي ونسمع ان لاعب ناد انتقل إلى ناد آخر مقابل مبالغ خيالية ويتقاضى مبلغاً خيالياً، فعلى سبيل المثال نسمع ان اللاعب الإنجليزي «ديفيد بيكهام» يتقاضى 150 مليون جنيه استرليني وان فيقو «vigo» انتقل إلى نادي برشلونة مقابل 60 مليون دولار، ومن هم الكثير والكثير، وأنديتنا تعاني من تأخر الإعانة، عدم وجود دعم، دخل النادي في هذه المباراة راح مكافأة للحكم، والباقي نسبة ل... لي؟
ألا تعتقد أخي القارئ اننا إذا كنا نتطلع إلى دور مشرف ومركز مرموق ونتيجة حسنة ان نترك الأندية الرياضية تتبع شركات ومؤسسات تجارية وتترك للاعبين الاحتراف والاستفادة من الفرص المالية بالإضافة إلى الخبرة والتدريب والتجربة العالية.
إن الخطوة الهامة التي تبناها صاحب السمو الملكي نائب الملك الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله بتشكيل لجنة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز لدراسة أوضاع الرياضة في المملكة بعد النتيجة غير المشرفة في كأس المونديال لعام 2002 في كوريا اليابان التي حصل عليها الفريق الوطني، ودراسة إمكانية تعديل مسيرة الرياضة في المملكة الحبيبة وان توضع خطة لمدة 4 سنوات للقيام بالاستعداد وأداء الأفضل.
ويجب على القائمين على الرياضة عدم اهمال الأندية الصغيرة وعدم التركيز على لاعب معين فقد يبرز من هذا النادي الصغير لاعب كبير وان تترك للاعبين اختيار الاحتراف وان تترك الإدارة للقطاع الخاص إذا أرادوا النجاح.

* عضو مجلس الشورى

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved