إن البشر بصفة عامة معرضون لأنواع كثيرة من التوتر أو «الشد» العضلي، وهذا الشيء هو من أكثر الأشياء خطورة على أداء الممثل إذ إنه يمنعه من أداء مهامه كممثل بصورة صحيحة وأكبر برهان على ذلك التجربة التي أجراها الكاتب والممثل المسرحي «ستانسلافسكي» على أحد ممثليه، حيث أمره بأن يرفع بيده طرف «البيانو» وفي نفس الوقت أعطاه مسألة حسابية كي يحلها، فوجد أن الممثل غير قادر على التفكير أصلاً نتيجة للشد العضلي الناتج عن رفعه لطرف البيانو.
ويوضح هذا المثال أثر التوتر العضلي على أداء الحواس الأخرى وينبغي على الممثل أن يبتعد عن ذلك التوتر ويبذل مجهوداً كبيراً لارخاء عضلاته.
ولا يمكن حقيقة تحرير العضلات من التشنج تحريراً تاماً في لحظة من لحظات التهيج ولكن على الممثل أن يتعلم طرق الاسترخاء في جميع الأحوال ولا بد أن يكون هناك رقيب ذاتي على عملية الاسترخاء تلك خاصة في المراحل الأولى وسنجد بعد فترات من التمرين أن أمر الاسترخاء سيصبح ظاهرة طبيعية لدينا.
لمعرفة آثار التشنج العضلي لدينا لنقم بالتجربة التالية:
لنجعل جسدنا يستلقي على مسطح رملي، بعد ذلك علينا مشاهدة آثار جسدنا على الرمل، إن كانت آثار الجسد تقتصر على آثار صفحتي الكتفين والارداف هذا يعني أننا نعاني من شد عضلي، وكلما زادت الآثار لتشمل بقية أجزاء الجسم كنا أكثر وصولاً إلى استرخاء عضلي تام، وهذا ما نجده واضحاً جلياً عند الحيوانات، فإن وضعت قطة على سبيل المثال على نفس المسطح الرملي لوجدت آثار جسدها بالكامل مطبوعاً على الرمل، وتستخدم الحيوانات هذا الاسترخاء للوصول إلى قدر كبير من الراحة، فالنوم والعضلات مسترخية يعطي شعوراً بالراحة أكبر منه وهي متشنجة.
وسنستعرض إن شاء الله في الحلقة القادمة بعض التمارين المهمة التي تساعد على استرخاء العضلات وتساعد أيضاً على التخلص من الشد العضلي الذي يعيق الممثل من أداء انفعالاته بشكل مريح وبطريقة صحيحة.
هامش ثقافي:
إن الدراما تنقسم إلى جزءين أساسيين:
- المأساة «التراجيديا».
- الملهاة «الكوميديا».
ولقد أضاف مؤسسو المسرح الحديث جزءاً ثالثاً يجمع المأساة والملهاة معاً، حيث إنهم وجدوا أنه من غير المنطقي فصل هذين الجزءين كقسمين مختلفين لتحديد صبغة نص درامي واحد.
| 
