في مأدبة غداء بنيويورك ضمت مجموعة من خبراء تحليل أمن النفط وسلامته القى السيد محمد الجوخدار الأمين العام لمنظمة الأوبيك خطابا استهله بالتشديد على دور منظمة الأوبيك كأداة اعتدال في صناعة النفط.
وبعد ان دعا الى مزيد من التعاون والتفهم من جانب الشركات البترولية لتعزيز منظمة الأوبيك والحفاظ على الأسس الضامنة لقيام الشركات الخاصة قال: ان الأوبيك بالغة الاهتمام بمستقبل صناعة النفط العالمية وتواقة جدا الى رؤيتها سليمة معافاة ودائبة التقدم.
وقال:«في هذا الوقت الذي يبدو فيه العالم منشطراً بين التطور والثورة وبين الاعتدال والتطرف يعتبر وجود منظمة كالأوبيك تحمل في قلبها مصالح دولها الأعضاء ومصالح الصناعة عونا كبيرا لجميع المعنيين».
وأضاف بأن الأوبيك أثبتت بأعمالها ومواقفها واعتدالها وتحسيسها بالمسؤولية عدم صحة مخاوف الذين ظنوا في البداية أنها ستؤلف خطرا على سلامة صناعة النفط وبأنها ستكون منظمة نضالية مشاكسة. وإذا كانت الأوبيك تأمل في تحقيق أهدافها بواسطة المفاوضات والتفاهم فانها تأمل من الشركات البترولية ان تتفحص الأمور وتدرك الحاجة الى علاقة متطورة في عالم متبدل يتميز بحدة الرأي العام الوطني والحاجات الملحة الى التطوير الاقتصادي كعوامل تجثم كالهواجس على الدول النامية.
ذلك أنه لا يمكن للمنظمة ولا للدول الأعضاء ان تحافظ على موقفها وتعززه إلا إذا قوبلت بالمثل من الطرف الآخر «الشركات البترولية».
وبعد ان استعرض ظروف تخفيض الأسعار المعلنة للنفط سنة 1959- 1960 التي أدت الى تخفيض عائدات حكومات الشرق الأوسط المنتجة بمعدل 14 سنتاً بالبرميل مما استوجب قيام منظمة الأوبيك لحماية الأسعار وحماية مصالح الدول المنتجة للنفط، قدر المبيع المعلنة بزهاء 436 مليون دولار مما يؤلف مبلغا يتجاوز كل المساعدات التي تلقتها هذه الدول مجتمعة في عدة سنوات.
وختم الجوخدار محاضرته بالاشارة الى ان الأوبيك ترى بشائر تحسن ما في الأسعار البترولية وبشائر مزيد من التحسن في الأسعار في المستقبل القريب مما يتيح ازالة رسوم تنفيق الريع.
أما الأسباب التي يستند اليها في هذا التفاؤل فتكمن في «التحسن المعقول» في أسعار النفط السوفياتي المباع في الأقطار الغربية، وفي أن الشركات البترولية المستقلة العاملة في نيجيريا وليبيا باتت خاضعة لمعدلات الضرائب ذاتها السارية على الشركات الكبرى مما يضيق من مجالها في بيع انتاجها بحسومات كبرى.
هذا بالاضافة الى ان الشركات البترولية الكبرى تطلب في بعض أقطار أمريكا اللاتينية المستوردة أسعاراً بترولية أعلى من أسعارها في العام الماضي.
وأخيراً أعرب الجوخدار عن الأمل الكبير في ان تنضم نيجيريا الى الأوبيك بعد تسوية المشكلات السياسية القائمة بين مقاطعاتها الشرقية والمقاطعات الأخرى.
وكشف الستار عن ان الأوبيك تجري محادثات مع مشيخة أبوظبي.
|