* المنامة تركي بسام:
انتهى المخرج الرائع عامر الحمود مؤخراً من تصوير أحدث إنتاجه الدرامي الذي تمثل في السهرة التي حاكت تفاصيلها الكاتبة الشهيرة د.ليلي الهلالي وجاءت بعنوان «حالة خاصة».
وقد قدم الحمود في هذه السهرة قصة جميلة تلخص محتواها في المعنى الجميل الذي غلفت أجندتها بكل دراية د.ليلي الهلال وتحت عنوان عريض يحمل القيمة الاجتماعية الجميلة «العزيمة والأمل». وحاول الحمود من خلال إخراجه لهذا العمل الاستفادة من الكادر التمثيلي الذي رافقه فيها، أن يجسد هذه الرسالة السامية التي تضمنت فواصل النص ويوصلها عبر اجتهاده المقدر إلى بر الآن، ويعكس الصورة الدرامية لتكون كاملة الوضوح وجيدة السبك حتى يستطيع ان يهضمها المشاهد بكل سهولة ويسر.
«حالة خاصة» اشترك في بطولتها كل من زينب العسكري، سمير الناصر، سناء يونس، فضيلة المبشر، ولطيفة المقرن.
وتدور أحداث القصة حول بطلة السهرة (نورة) التي تفشل في حياتها الزوجية وتغادر منزل الزوجية بعد زواج دام خمسة عشر عاماً خالية اليدين حيث إنها لم ترزق بأطفال.. وقد كادت لهذا السبب أن تنسحب من عالمها لتغرق في أحزانها ويأسها.. ولكن تستيقظ من همومها من أجل ابن أخيها المعاق الذي تهمله أسرته تماماً.. تستيقظ على ابتسامته البريئة ونظراته الحزينة.. تفكر بأنها قد تجعل لحياتها معنى لو استطاعت مساعدة (بندر) وهو ابن أخيها المعاق.. وتبدأ رحلتها وكلها أمل وعزيمة في تجاوز المستحيل.. تقاوم إحباط أخيها وزوجته ورفض أم بندر لكل ما تقوم به.. تقاوم عدم تجاوب بندر في البداية.. وتسلِّح نفسها بالمعرفة حيث تلتحق بالجهات المختصة بالأطفال المعاقين لتتعلم أصول التعامل مع الطفل المعاق وتعزز حبها لبندر واهتمامها به.. بالعلم والمعرفة والاطلاع.
وهكذا تقف نورة بقوة في وجه الظروف إلى أن تحقق حلمها وتتجاوز ببندر كل الصعوبات.. عندها يعترف الأب والأم بأن الحق معها.. ويشعران بالذنب لإهمالهما لبندر في حين أنهما مهتمان بطفليهما الآخرين (يوسف وأمل).
وهكذا تبدأ نورة حياة جديدة لها معنى سام وراق.. تحطم اليأس.. وتهزم الفشل والهدف من هذه السهرة هو تركيز الضوء على فئة معينة في هذا المجتمع مهملة وبعيدة عن الاهتمام وهي فئة المعاقين الذين هم في أمس الحاجة للاهتمام والرعاية ولا بد من طرح مشاكلهم والصعوبات التي تواجههم وهي كثيرة للرأي العام ولفت النظر إليها.. إذا إن المجتمع ما زال يهمش المعاق ويحرمه من حقوقه.. ليضاعف آلامه وأوجاعه وربما إعاقته.. إذ أن عدم الاهتمام بحاجياته وعدم توفير سبل راحته بكل الأشكال يعقد حياته ويثريها بالمصاعب.
أحد أبطال هذه القصة طفل معاق يروي قصة المعاق في مجتمعنا والصعوبات التي تواجهه ويأمل من خلال هذه القصة أن ينال المعاق الاهتمام الذي يستحقه إذ إنه أولى بالرعاية من غيره.
صفحة الفن تواجدت بكاميراتها في بلاتوهات التصوير وخرجت بالعديد من اللقطات لعدة مشاهد التقطناها أثناء تصوير السهرة.
من جانبه شكر الحمود الصفحة ذاكراً أنها السبّاقة في نشر أخباره. أما عن العمل فيقول: أعجبتني فكرة العمل كثيراً لما احتوته القصة من معان سامية ونبيلة لذلك فقد كان اهتمامي بها كبيراً انعكس ذلك في روح الفريق الذي رافقني في مسيرة السهرة، مضيفاً أن هذا العمل سيجد القبول والاستحسان من كل المشاهدين لأنه كما قلت يحمل في داخله العديد من المعاني والقيم الجميلة والتي تسعى لمن يعالجها درامياً بالشكل المطلوب.
|