Sunday 7th July,200210874العددالأحد 26 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ثم ماذا ثم ماذا
فلندعم السياحة الخارجية..؟
بدر بن سعود

الكلام في السياحة المحلية هذه الأيام، تحول الى ما يشبه الكلام السياسي الممل، الذي يقترب الى حد كبير من تركيبة البيانات الختامية للمناسبات العربية الرسمية، وسعيها باستمرار لخطب ود كافة المشاركين فيها، لتكون النتيجة في النهاية، عودة ميمونة الى نقطة البداية، وهذا بدون مواربة أو مساحيق تجميل لا يخدم أحداً ولا يلغي الحقيقة الواقعة، فكلنا يعلم بأن رجالات السياحة قبل غيرهم، لا يفوتون فرصة السفر الى الخارج أثناء أو بعد انتهاء المهرجانات الصيفية، بينما هم أنفسهم يوجهون الدعوات المتتالية المبينة لمزايا الاصطياف الداخلي وفوائدها الداعمة للاقتصاد المحلي، يشاركهم بعض الزملاء من حملة الأقلام الملونة المعروفين بمواقفهم الزئبقية.. ثم نقرأ وبصريح العبارة ان هؤلاء وهؤلاء، سافروا لقضاء الاجازة الصيفية بالدولة س الغربية أو الدولة ص العربية، أو ربما يشار إلى ذلك حياء عند قدومهم لتجاوز احتمالات النقد المتخيلة، ونلاحظ بمكان آخر احتفاء صحفيا محموما لمسؤول فضل الاستمتاع بالاجازة داخليا، وكأنه بذلك حقق انجازا وطنيا يستحق الشكر والاشادة!، فلماذا نمارس الأدوار المزدوجة ونفترض ضعف الادراك في الآخرين؟، وهل يعتبر أمراً معيباً ومستهجنا على أي شخص مهما كان وضعه الوظيفي أو مكانته الاجتماعية، السفر لتغيير المكان والتمتع بأجواء جديدة مختلفة؟.. بالتأكيد نحن مطالبون بدوافع وطنية واقتصادية، ان نساهم لانعاش السياحة المحلية الداخلية والارتقاء بها لمصاف الدول المتقدمة سياحيا، وهو دور تقوم به السياحة الدينية بشكل ملحوظ وفاعل، أما الأوجه السياحية الأخرى، فالمفترض بقاؤها مفتوحة الخيارات، لأن قدرات المنافسة ما بين المصيف السعودي السعودي والمصائف الغربية والعربية غير متكافئة.. ليس بسبب توافر مجالات ترفيه أكثر تنظيما أو لسهولة ممارسة سلوكيات لا تقبلها معايير المجتمع المحلي المحافظ، وانما لوجود ابعاد اجتماعية ومالية لا تلحظها عين المراقب العادي، فهناك فئات تلجأ للسفر حتى تستفيد بامكانات علاجية أسعارها رخيصة مقارنة بالداخل، واذكر على سبيل المثال شخصا ذهب الى سوريا لمعالجة أسنانه ووجدها مناسبة للسياحة هناك بالمرة، أو ربما لغرض التملص الدبلوماسي مما سترتب عليه زيارة الأصدقاء والأقارب لساكني أماكن الاصطياف، وأعباء التنقل معهم والتكافل باعاشتهم ومنامهم، وتلك ميزانيات اضافية لا يستطيع أصحاب المداخيل المتوسطة تحملها، والسفر بناء عليه يشكل لهم توفيراً حقيقياً، ومناخاً مستقلاً يجعل الاجازة مريحة وممتعة، لا تخالطها الازعاجات والعبارات المسرحية المنمقة، الى جانب حضور مناسبات الزواج والمواساة التي تتصاعد أرقامها كل صيف، بخلاف ان تغيير الوجوه والأمكنة بين فترة وفترة ظاهرة صحية جداً تسهم في تحقيق الاستقرار النفسي وتجدد النشاط، كما تتخطى كذلك مسألة المسموح والممنوع للعوائل والشباب، إذ نجد انسجاما شبه تام للمصطافين السعوديين الذين يغادرون للخارج، ولا أبالغ لو قلت بأن بعض المضايقات المعروفة تتلاشى بصورة ملموسة، وكأنها تستجيب تلقائيا لثقافة وعادات المجتمع المغاير.. وهي بالاضافة لما سبق مورد معلوماتي مهم ينمي فكرة حوار الحضارات والتلاقح الثقافي، لهواة الاطلاع وزيارة المواقع التاريخية والمتاحف والمعالم السياحية المميزة للشعوب، ما يقود بالتالي الى استغراب اقحام المنظور الوطني وقاعدة المصالح الضيقة في كل مناقشة جادة لمسألة السياحة وسبل تطويرها، بما يلبسها ثوباً ضيقاً لا يتيح لها حرية الحركة والانطلاق نحو آفاق أوسع وأرحب، فلندع المسافرين يسافرون مصحوبين بأمنيات السلامة، لا نظرات الشك والريبة، ثم لِمَ لا نعترف بمعاناة السائح الداخلي تجاه الأسعار المبالغ فيها ومحاولات التلاعب الواضحة والمكشوفة.. إذ لم يعد الأمر قاصراً على الفنادق والشقق بل تعداها الى المتنزهات العامة، واليكم ما جرى لمجموعة شباب استقروا بمكان وبدأوا تجهيز أغراضهم للجلوس واعداد مأكولات خفيفة، ليفاجأوا بعد مضي وقت استعدوا خلاله لتناول الطعام، بشخص يحضر اليهم مدعيا ملكية المكان، ومطالباً إياهم بدفع خمسمائة ريال كأجرة لاستغلاله؟!، ،ولو أجرينا مقاربة بسيطة لبرامج الاصطياف القصيرة المقدمة بواسطة مكاتب السفر والسياحة، سنجد بأن أربعة أضعاف المبلغ المذكور كفيلة بتأمين رحلة لمدة أسبوع باحد المصائف العربية؟، إذن أين الخلل وكيف تكون الحلول، ما دامت الأذان لا تسمع والعيون لا ترى والأفواه لا تتكلم!؟.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved