Thursday 11th July,200210878العددالخميس 1 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

التغذية عن طريق الحقن التغذية عن طريق الحقن

تعتبر التغذية أساس النمو الطبيعي الأمثل كما أنها تلعب دوراً هاماً في صحة المريض والسليم والإنجاب والإبقاء على نوعية جيدة من الصحة خلال حياة الإنسان وكذلك في فترات النقاهة من الأمراض فإن أي حالة مرضية لا يمكن شفاؤها إذا عانى المريض من سوء التغذية. والفم هو الطريق الطبيعي لامداد الجسم بالغذاء حيث يتم مضغ وهضم الطعام ثم امتصاص العناصر الغذائية للاستفادة منها ولكن ما الوضع بالنسبة للمريض الذي يعاني التهابات او تقرحات شديدة في المعدة أو في حالة إغماء أو في حالة مرضية أخرى لا يمكن بها أخذ الغذاء عن طريق الفم، فالمحلول المحلى أو السكري عن طريق الحقن الوريدي ليس الحل للمشكلة وذلك إذا كانت الحالة تستلزم أكثر من أسبوع لأن هذه المحاليل تمد المريض بحوالي 400 - 500 سعر حراري يومياً فقط مع أن احتياج الشخص العادي البالغ من السعرات الحرارية اليومية حوالي 2000- 3000 سعر حراري هذا بالإضافة إلى أن هذه المحاليل لا تمد المريض بالدهون أو البروتينيات والمعادن والفتيامينات الضرورية لجسم الإنسان.
وقد ظهرت محاولات عديدة لامداد الجسم بالاحتياجات اللازمة عن طريق الحقن بدأت بإضافة الأحماض الأمينية «الوحدة البنائية للبروتين»، إلى محاليل السكر.
وابتداء من أواخر الستينيات بدىء في استخدام وريد كبير تحت عظمة الترقوة لتزويد الجسم بالمواد الغذائية ومع التطور في علوم التغذية والتقنية الطبية أمكن الآن إمداد المريض عن طريق الحقن بالطاقة اللازمة «السعرات الحرارية»، وكذلك توصيل كل العناصر الغذائية الهامة مباشرة للدم ومنها إلى أنسجة الجسم المختلفة في شكل محلول مائي وبالتالي تمد المريض أيضا بالاحتياج اليومي للماء.
والمحلول الغذائي مزيج غذائي مخلوط جيدا وبصورة عناصر غذائية أولية «بسيطة»، معقمة وهو يختلف في تركيبه حسب حاجة وحالة المريض ولكن بصورة عامة يتكون من الأحماض الأمينية والسكريات البسيطة والأحماض الدهنية الأساسية ودهون أخرى في صورة مشابهة للموجود في الدم هذا بالإضافة إلى الفتيامينات والمعادن الأساسية ويعطي كل جرام من السكريات والبروتينات «4» سعرات حرارية أما الدهون فكل جرام يعطي «9»، سعرات حرارية ومعظم السعرات الحرارية تتكون من الدهون والسكريات حيث ان كفاءة السكريات في الإقلال من سرعة تكسير البروتينيات أكثر من كفاءة الدهون.
بالإضافة إلى أن التغذية الوريدية تمد المريض بالعناصر الغذائية اللازمة لنشاطه وعمل الجسم فإنها تمد بعض المرضى بكميات عالية من السعرات الحرارية التي قد تصل إلى 4000 - 6000 يوميا كما في بعض الأمراض مثل الالتهابات والعدوى وكذلك العمليات الكبرى والحروق.
وتخدم التغذية عن طريق الحقن مرضى الأمراض المزمنة والحادة فقد يستمر المريض بهذه الطريقة لعدة سنوات حيث أمكن الآن استعمالها خارج المستشفيات فيستلم المريض المحلول الغذائي اليومي من المستشفى ثم يتم توصيله في المنزل بمضخة مع المحلول حيث يمكن تعليقهما في سدرية خاصة تم توصيلها بإبرة الحقن المتصلة بقسطرة لحقنها بالدم عن طريق الوريد تحت الترقوة وترجع فائدة المضخة في ضخ الغذاء إلى القلب حيث يخلط مع الدم ويوزع إلى أجزاء الجسم المختلفة. وكما أن طريقة التغذية عن طريق الحقن الوريدي حلت كثيرا من المشاكل الصحية والغذائية فإن طريق الفم مازال ولا يزال أفضل الطرق التي وهبنا الله إياها حيث ان طرق التغذية بالوريد لا تخلو من مشاكل العدوى مكان الحقن بالإضافة إلى التكاليف وعدم راحة المريض كذلك فقدان لذة ومتعة الشهية للأكل.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved