تعد الدراسة العلمية للغذاء والتغذية من أكثر اهتمامات الإنسان نظراً لأن الغذاء هو أول متطلباته فهو ضروري لبقائه ونموه والحفاظ على قدرته الطبيعية وصحته الجيدة.
ومن هنا كان لابد من توضيح الفروق بين علوم الأغذية والتغذية، فعلم الأغذية يعني جميع ما يتعلق بالغذاء من بعد الحصاد «أو الذبح»، إلى أن يكون جاهزا للتناول، ويشمل دراسة خواص الطعام الطبيعية والكيميائية والغذائية، والعوامل التي تؤثر على جودته أو التي تؤدي إلى فساده وطرق التحكم فيها وكذلك طرق الحفظ والتصنيع والنقل وتأثيرها على الغذاء وقيمته الغذائية، ويمتد إلى البحث عن مصادر متنوعة للأغذية لتلبية احتياجات الإنسان من الغذاء.
اما علم التغذية فهو يهتم بدراسة احتياجات الإنسان «في حالتي الصحة والمرض»، من العناصر الغذائية وعلاقتها بوظائف الجسم خلال مراحل حياته المختلفة «فمن المعروف أن الإنسان يمر خلال مراحل حياته بتطورات النمو المختلفة التي تؤثر على احتياجاته خلال كل مرحلة بالإضافة إلى ذلك يعنى علم التغذية بدراسة مشاكل الهضم والامتصاص وعلاقتها بالغذاء، وكذلك دراسة المشاكل الغذائية في المجتمع، ووضع الحلول من خلال البرامج الغذائية المناسبة.
وجدير بالذكر أن علوم الغذاء والتغذية ترتبط بعدة علوم أخرى: فالعلوم الاجتماعية والنفسية والبيئية لها تأثير على النمط الاستهلاكي بواسطة الفرد أو المجتمع، والعلوم الزراعية والتجارية والاقتصادية يبرز دورها في توفير وصناعة وحفظ الطعام في صورة تناسب احتياجات فئات المجتمع، أما العلوم الحيوية والطبيعية فلها شأن في معرفة وظائف المواد الغذائية في جسم الإنسان.
(*) استشاري التغذية بوزارة الصحة |