* لونارد - باريس:
متحف اللوفر بباريس هو واحد من اشهر المتاحف في العالم مما سمع عنه الكثيرون. وتأتي شهرة هذا المتحف من تاريخ بناء هذا المتحف حيث تضرب باعماق التاريخ، وكذلك من طبيعة وقيمة المعروضات التي يحتويها هذا المتحف الشهير. فلنلق بعض الضوء على هذين الموضوعين.
يعود تاريخ بناء متحف اللوفر للقرن الثالث عشر الميلادي، اي الى حوالي العام 1204م حيث تكشف التنقيبات الاثرية عن وجود قلعة من العصور الوسطى من قبل الملك فيليب اوغسطوس، التي كانت كقلعة الى ان دكت لاحقا ليحل محلها قصر من قصور عصر النهضة الذي بناه Pierre Lescot تعاقبت مجموعة من الطرز المعمارية والتوسعات على القصر الذي استعمل عبر العصور المتعاقبة لعرض وحفظ اللوحات الفنية والعينات القيمة التي يضمها المتحف هذا اليوم. وتعاقبت التوسعات المختلفة كان من آخرها التوسعة التي قام بها نابليون في الجناح الشمالي من المتحف القديم. اما المتحف اليوم فيتمثل بمجموعة من المباني قديمة الطراز مما يعود للعصور الوسطى التي تلتف مكونة فيما بينها فناء وسطيا يسمى (ساحة نابليون) حيث تم تصميم المتحف الحديث والجناح العام من المتحف كما اشتهر وهو عبارة عن بناء زجاجي ضمن هيكل معدني على شكل هرم ثلاثي. وهكذا يلتف المبنى القديم الحجري حول الساحة التي تضم مجموعة اهرامات اكبرها الهرم الذي يحوي المدخل للقسم العام الذي يقود للمعروضات تحت منسوب سطح الارض، فيما توفر الاهرامات الصغيرة المحيطة الانارة والعلاقة بين الداخل والخارج. اما مصمم اللوفر الجديد فهو Ioeh Ming Pei . وقد تم انشاء اللوفر بشكله الحالي كمتحف في العام 1793م لعرض مجموعة اللوحات الفنية الملكية التي لم يكن يتسع لها المتحف القديم مما حدا بالرئيس ميتران لانشاء ما عرف لاحقا باللوفر الضخم Grand Louvre وذلك بترميم المباني القديمة وتفعيلها بشكل متكامل مع البناء الهرمي. اما المعروضات فتقسم الى سبعة اقسام رئيسة يضمها المتحف: الاول وهو قسم الآثار المصرية، وتضم معروضا لابي الهول ارجواني اللون، ومعروضات اخرى مما تعود للفترات المصرية القديمة وهي من اعرق الحضارات بالمنطقة. الثاني ويضم المعروضات الشرقية وهذه تحوي اشهر الآثار من بلاد آشور وما بين النهرين (دجلة والفرات) حيث نشأت معظم الحضارات المهمة القديمة. الثالث: ويضم معروضات تعود للفترات اليونانية والرومانية والبيزنطية. اما الرابع فيضم معروضات ولوحات فنية تحوي اشهر المدارس الفنية العالمية منها المدرسة الايطالية ومنها اشهر اعمال Giotto والفنان الشهير ليوناردو دا فنشي و Raphael. وكذلك من المدرسة الفنية الفرنسية هناك اعمال Poussin, Watteau, Georges de la Tour وغيرهم. اما من المدرسة الهولندية فهناك اعمال Rambrandt و Vermeer وغيرهم. وكذلك اعمال فنانين من اسبانيا امثال Murillo, وغيره. اما القسم الخامس فيضم قاعات معروضات المنحوتات الفرنسية . اما القسم السادس فيضم عناصر قيمة معروضة منها مخطوطات ووثائق تاريخية منها سيف شارلمان ومجموعة شهيرة اخرى. اما القسم السابع فيضم الفن التجريدي والتشكيلي واللوحات القيمة الفنية والمطبوعات واللوحات المنفذة بالالوان المائية وغيرها.
ويبدو ان فكرة المتاحف بما تتضمنه من تجول عبر فترات تاريخية مختلفة تعد جزءا تثقيفيا مهما للافراد حيث تعيض وتكمل في بعض الاحيان الاطلاع على المعرفة من خلال الكتب. بالاضافة لما تمثلة من حفظ ذاكرة وتراث وتاريخ الامة من الضياع او النسيان. ويا حبذا لو انتشرت في وطننا العربي المتاحف الشاملة بشكل اوسع بحيث تشكل محور استقطاب عالمي واقليمي ومحلي بدلا من ان يعرض تراثنا في متاحف العالم المختلفة.
|