شباب الفضائيات
سلطان إبراهيم العثمان/ تمير

قبل الكتابة احترت كثيراً في اختيار أسماء أطلقها على هذا الجيل الجديد حتى وقع اختياري على اسم شباب الفضائيات ليس رغبة مني ولكن لاسباب عدة واهم تلك الاسباب هذا العصر الذي حاصر شبابنا واحاطهم بالعديد من الاطباق وسيطر عليهم بالقنوات حتى استطاعت تلك جذب القلوب الرقيقة وامتصاص الخصال الحميدة وطمس معالم الرجولة وكبت مواهب العقول الكبيرة وتحريك مشاعرالحب والغريزة واهدار اوقات الفراغ الثمينة حتى نجحت تلك القنوات في ادخال الفريسة في المصيدة واجبارها على ارتكاب المرذله فأصبح شباب اليوم بعيداً كل البعد عن شباب الامس. هذه حقيقة أكثر شبابنا منذ هطول تلك القنوات الغزيرة كالمطر والواقع يثبت والزمن يشهد والقلم يسجل ذلك والمواقف تروي حالة كثير من أولئك الشباب وتكشف الستار عن الكثير من المواقف والعديد من المشاكل التي نجنيها بسبب تلك القنوات الفضائية من تفكك الاسر بالوصول الى الطلاق والوقوع في الحرام وتقليد الفساق وتحريف اللغة والكلام واتباع الموضات وتبذير المال واضاعة الاوقات وغير ذلك من ارتكاب المنكرات حتى وصلت تلك العقول الى مستوى من السفاهة وقلة التفكير والمواقف كشفت عن مدى وصول تفكير شبابنا وشاباتنا واهتمامهم به ففي احد البرامج الفنية الفضائية التي تستضيف فناناً غناء يتصل احد الشباب ليسأل ذلك السؤال الذي اشغل عقله وسلب تفكيره وأهدر وقته حتى اتيحت له الفرصة ليطرح سؤاله ويقول للمغني «أنت من اهل الرياض أو الشرقية» ويتصل شاب آخر من شباب هذا المستقبل ويقول «أنت ليش تغني في الفيديو كليب مع الكثير من البنات» وترسل احدى الشابات الكريمات فاكساً للبرامج تقول فيه للمغني (السكسوكة شكلها حلو عليك لا تشيلها» والعادات والتقاليد التي اكتسبها الشباب من القنوات الفضائية كثيرة حتى ترى بعضهم يقضي الساعات في صوالين الحلاقة ليشغل صاحب الصنعة بعمل تلك القصة الغربية لانه رآها على ذلك الفارس في الفيلم أو بالاصح ذلك الفاشل وبعضهم يتصنع لهجته الممزوجة بالكلمات الاوروبية او في ملابسه الغربية التي تحمل رموزاً وعبارات يهودية ورغم ذلك كله لا ترى ردود فعل من الاسر تجاه ذلك فالشباب في هذه المرحلة بحاجة الى النصح والتوجيه، والصمت تأييد لذلك فصدق الشاعر الحكيم اذ قال: