تصدمنا أفكار بعض من نسميهم المثقفين العرب في الفضائيات العربية في برامج الحوار المفتوح على الهواء مباشرة فلم أكن أشعر بأي حرية أو تقدير لشخص يصم نفسه أنه كاتب صحفي من دولة عربية وهو ينفث سمه الدفين وأحقاده على المملكة العربية السعودية في ظروف عصيبة تمر بها أمتنا العربية الإسلامية.
نحن لا نحابي هنا نظامنا الحاكم ولا أنظمتنا العربية ولكن نتساءل أين هي الوحدة الوطنية إن كنا مثقفين عرباً أو مسلمين؟ إن للمثقف دوراً في الأزمات التي تمر بها الأمة الإسلامية الآن بحضارتنا وديننا وقيمنا التي تربطنا جميعاً تحت كلمة لا إله إلا الله.
إن كان هناك وقت للحساب فليس لكل من هب ودب يحاسب ويخرج ما بنفسه على فضائيات وصحف تؤلب الرأي العام وتخلط جميع الأوراق، ولمن؟ لمعقل الإسلام حيث بيت الله الحرام.
وإن كان هناك وقت لبرامج حوار فلتفضح ألاعيب أعدائنا أعداء الأمة الإسلامية فنحن نسيج واحد أم نجتمع ونتحد في برامج الترفيه ومباريات كرة القدم. وإن كانت هناك برامج فضائية فليحسن مقدموها والذين مع الأسف الشديد يحملون ألقاباً علمية بدرجات دكتوراه تؤهلهم للتركيز على موضوع واحد لكنهم من حقدهم يناقشون موضوعات لا رابط بينها فمن الصعب أن نخلط تواريخ تزيد أحداثها عن مائة عام وتشمل عالمنا العربي في ساعة واحدة فيجد الضيف نفسه فيها وبخاصة نجد السعوديين محاصرين بنقاط تفتح جبهات وتساؤلات ولكن لا تتسع للردود لأنها تمس قضايا لا نهاية لها تلف وتدور حول تشويه صورتنا أمام العالم ويتم استضافة ضيوف من شاكلة ونمطية واحدة تكرر كلاماً مسموماً في الصحف والإذاعات والإنترنت وقد ألفنا حديثهم قبل أن يتفوّهوا ببنت شفة. إننا نتكلم عن أنفسنا عندما ندعى للحديث عن دولة عربية شقيقة أو مسلمة في موضوعات تعرض جوانب تهز صور أشقائنا العرب فلما لا نرفض الخوض في حوار يهدم ولا يبني وهل جميعنا مؤهل لنقاش موضوعي إننا نواجه ضيوفا مع الأسف لا وزن لهم أو معرفة بإبداء الرأي والحكم ومعرفة السياسة الإعلامية في وقت الأزمات التي نمر بها. إن فتح الحوارات مع عامة الناس ومن في حكمهم وعلى الهاتف على قضايا مصيرية للأمة بحجة سماع الرأي الآخر فهذا يفتح لنا ثغرات لا تمحى من وجدان رجل الشارع الذي لا يستطيع التمييز ومعرفة أبعاد الموضوع الشمولي وتثيره الكلمات الجوفاء فهل أصبح كل من في شارعنا العربي محللاً سياسياً ومفكراً استراتيجياً أم مثقفاً يحمل هموم عروبة أو إسلام.
كما منا سأل نفسه أمام الشاشة: ألم يجدوا سوى هذا الضيف ليختاروه مثلا من مئات المثقفين العرب للحديث أم هي فرحة الظهور متناسين أن هناك كلمات تهوي بصاحبها إلى سحيق جهنم عندما تدعو للفتنة والشقاق. إننا مطالبون نحن السعوديين ألا نترفع عن الحوار في مثل هذه البرامج ليكون لنا حضورنا كما ان القنوات الفضائية مطالبة بحسن اختيار وتوافق مستويات الضيوف حتى وإن كان كل منهم له رأي آخر ولكنه الرأي الذي يقنع ويصوب ويصحح مسيرة أمة وليس الرأي الهادم في عصر تكالبت فيه الأمم علينا. في عصر أصبح فضاؤنا العربي لا يجد سوى النقاش عن السعودية الآن. فهل هي دعوة إصلاح أو تشمت وحقد دفين آن أوان نثره هنا وهناك. ولم السعودية بالذات معقل الإسلام التي تميزت فيها المملكة العربية السعودية، كوحدة سياسية، عن غيرها من الوحدات السياسية في العالم، بأنها قامت على ثوابت راسخة مستندة على التشريع الإلهي والسنة المطهرة. ولا ننسى ان مقومات الدين، واللغة، والعادات، والتقاليد، والتاريخ والتطلعات والأماني المشتركة تعمل على تجانس الدولة من خلال توفر عناصر التكوين السياسي البشري والطبيعي، والذي يعني مزيداً من النسيج المتماسك للوحدة الوطنية السياسية.
وحتى المفهوم السياسي لا بد أن يقوم على مبدأ تحقيق مصالح السكان، وقيمهم وتطلعاتهم، ورغباتهم وولائهم واستمراره، لأن ما يقوي مشاعر السكان بأهمية عالمهم العربي والإسلامي هو مشاعرهم وانتماؤهم، وماذا يعني لهم هذا الولاء والانتماء للعروبة والإسلام؟؟. إن الشعور القومي الوطني والقومي الموحد، بأن الكيان العربي هو وحدة لكل مواطن عربي مسلم، يدفع بنا إلى أن نضع مصالح أمتنا العربية الإسلامية فوق مصلحتنا الذاتية، أم أننا نسينا الأغاني والأناشيد الوطنية التي تنادي أمجاد يا عرب في زمن مضى. إن وحدة الوطن هي الهدف الأسمى.
لكن لن نقول سوى فوق هام السحب فنحن أعزاء أعزنا الله بدين ارتضاه لنا |
|