|
|
تنسجها الدودة هي «خيوط الحرير»، فيزهو بها الإنسان.. بل تتجاذبه أمواج الزهو لتغرقه في طوفان الانتشاء، وعلى إيقاع مغناطيسية تماس الخيوط الحريرية مع جسده، يطرب الضئيل، فيمتطي للطرب خيلاً، وعلى بساط الوهم يحلِّق بخيلاء وقودها الأمل الكاذب، فترمي به إلى ما وراء مدارات الدراية، وهناك في أعلى «سافلين»، يصدق الإنسان نفسه، فيزداد - بتصديق الذات- عطشاً إلى تجاهل ذاته الجاهلة، حيث يعب من أحواض الجهل والتجاهل حتى تغيب عن الوعي بذاته كل غرائز الإحساس لديه..، يفعل ذلك كله وهو الذي يلبس رداء تزيّنه عبارة «من صنْع الدودة!»، بل يفعل ذلك كله وهو الذي يدوس بمشيه على الأرض «جوهرة»، برجليه..، فمن التراب تخلق.. وإلى التراب رغم أنفه سيعود، وأنى له غير هذا الخيار، وأين منه سوى ذاك الطريق، وماذا لديه إلا هذه الطريقة.. فمشي «الخطى» قدره.. «ومن كتبت عليه خطى مشاها»، .. فكل خيوط الدنيا .. كل أسلاكها،.. كل حبالها واهية مهما بلغت من الصلادة والصلابة.. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |