لماذا يخشى بعض المسئولين في الدوائر الحكومية مواجهة.. الصحافي وجهاً لوجه.. وهل ذلك «المُتعب» الذي كُتب عليه أن يحيا ويموت باحثاً عن المتاعب.. يشكل قلقاً وصداعاً مزمناً لهؤلاء.. فمن اعجب الأمور أن ترى ذلك المسؤول «المهاب» الذي ترتعد فرائص كبار موظفيه «لمجرد رؤيته» يصغر ويتلاشى ويكاد يختنق خوفاً عند مقابلته.. لذلك اللاهث خلف الحقيقة.
شخصياً لا أجد مبرراً حقيقياً يفسر هذه العلاقة المتوترة المشوبة بالخوف.. ولا اجد ما يبرر استمرار سياسة «التعتيم» التي اثبتت فشلها الذريع على مدى سنوات طويلة.. كان فيها جل المسؤولين يتخيلون «وهماً كبيراً» يراقب كل خطواتهم وتصريحاتهم.
مع اننا نعيش واقعاً جميلاً يتسم بالشفافية والوضوح.. إلا أن هؤلاء مازالوا قابعين في الظل.. ومهمشين لدور الصحافة والإعلام ودورها الريادي في توجيه وإرشاد الرأي العام وخدمة المجتمع وايقاظ كل الهمم النائمة، وقبل ذلك «إحقاق الحق» وتعرية كل انواع الفساد الإداري.. والمالي وكشفها «للمجتمع» وفي الجانب «العسكري» أو الأمني نجد ان الواقع اشد سوءاً.. ولا يستغرب أي صحافي اراد أن ينقل نبض الشارع بأمانة وحياد.. إذا استوقف وصودر جهاز تسجيله.. أو كاميرته.. لمجرد تصوير حادث مروري بسيط في أحد الشوارع.. متناسين أن للإعلام دوراً امنياً لا يقل عن دورهم.. بل يكمّل العملية الأمنية في كافة مهامها.
فمع الأسف حقاً أن يكون اكثر المسؤولين اقداما وشجاعة هو من «يحيل» الصحافي لمسؤول العلاقات العامة لكي يجيب عن «سعادته» وليرسم لدائرته صورة وردية زاهية تغطي كل الثغرات والعيوب.. وان تأزمت الأمور.. وانكشف المستور فالنفي المجرد دون تبرير جاهز.. للخروج من المأزق.
|