Sunday 21st July,200210888العددالأحد 11 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وتاليتها..؟ وتاليتها..؟
أ.د هند بنت ماجد بن خثيلة

مد يداً نحيلة صغيرة، وطلب من البائع علبة سجائر، فأسرع البائع إلى حيث خزانة التبغ، وناوله علبة من السجائر بعدما استوفى ثمنها منه. وكأم تخاف على صغارها، بادرت إمرأة كانت تشاهد المنظر للبائع قائلة: «لماذا تبيعه الدخان؟ ألا ترى أنه لا يزال طفلاً؟ فأجاب البائع، يمكن «هو يشتري بابا» فما كان من ذلك الطفل الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره إلا أن قال: لا.. السجائر لي، وفتح العلبة، وأخرج منها سيجارة.. وأشعلها!
أخذ الطفل ينفث الدخان في الهواء، وكأنه يتحدى «اتهامه» بأنه صغير، وأخذت تلك المرأة تقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله.. الله يهديك ياولدي»!
المشهد بسيط.. لكنه خطير، ويحمل في ثنايا أحداثه ظاهرة علينا جميعاً أن نتصدى لها، وإلا فإن مجتمعنا سوف يدفع ثمن تخاذلنا، أو تكاسلنا على الأقل عن محاربة الخطأ والخاطئين. فإذا كان هذا الطفل ومثله أطفال كثيرون يدخن السجائر وهو في العاشرة من عمره، ويبتاع الدخان بحرية تامة من بقالاتنا، فما الذي سيتحول إليه وهو في الخامسة عشرة، خاصة وأن له رفاقاً سلوكهم من نفس سلوكه، ورؤاهم للحياة لا تختلف عن رؤيته كثيراً؟! ثم كيف نسمح للبائعين بقبول طلب هؤلاء الأطفال، وبيعهم السجائر؟.
إن بيع السجائر في الدول الغربية عامة، وفي أمريكا خاصة ممنوع لمن هم دون سن الثامنة عشرة، ومن يتجرأ ويبيع لمن هم دون تلك السن، يتعرض لمساءلة القانون، وينال عقابه، بحكم أنه يسهم عن عمد في إفساد الأجيال.
فأين الرقابة في أسواقنا؟ وأين القانون من مثل هذه المخالفات الخطيرة؟ إن العبارات «الشفيفة» التي تتم كتابتها على علب السجائر من كون التدخين مضراً بالصحة، ومسبباً للأمراض، لا تكفي، ولا يفهمها الأطفال. ولابد من التدخل الرسمي لإيقاف هذه التجاوزات، بدءاً من الإعلانات والدعايات المروجة للسجائر، ومروراً بسن قوانين بيعها، وانتهاءً بالمخالفات الرادعة للمتجاوزين.
إحدى المجلات الأمريكية كانت تنشر في صفحاتها الداخلية إعلانات للسجائر، وكانت هذه الإعلانات من أسباب زيادة أعداد تلك المجلة. ولأن الإعلان التجاري شأن قانوني، ولا تستطيع الدوائر الرسمية التدخل ضده، فقد قامت مجموعات من المواطنين الغيورين بتمزيق تلك الصفحات من المجلات أينما وجدت في المكتبات الداخل.. وانتصر انصار الطيب على مروجي الخبائث. فهل سيكف البائعون عن ترويج السجائر بين الأطفال قبل أن تمتد إليهم يد القانون، أم أن أمهات أخريات سيقفن إلى جانب أطفال ينفثون دخانهم في الفراغ ولا يمكن إلا قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.. الله يهديكم.. وتاليتها؟!!.

hendmajed@hotmail.Com

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved