Sunday 21st July,200210888العددالأحد 11 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في كتابه الجديد في كتابه الجديد
منيف يرصد تحديات الرواية والتاريخ

*القسم الثقافي- محمد الدبيسي
يعبر.. عبدالرحمن منيف.. برأيه النظري.. والقرائي.. في مسار الرواية العربية.. .من عمق الممارسة العميقة.. والتعاطي الاكثر اجتراحاً لمواطن تجليها على مستوى الذات.. والنحن.. العربية.. وفي اطار الاقليم.. وفضاء الجغرافيا.. من خلال مطولاته الروائية.. التي منها :«أرض السواد» بأجزائها الثلاثة .. و«مدن الملح» بأجزائها الخمسة.. وشرق المتوسط وغيرها.. اضافة إلى عمله الاكثر اضاءة للبعد النفسي في المواقع في نظري «سيرة مدينة».
من هذا التعاطي العميق للرواية كتابة.. وقراءة.. يرصد منيف ما أسماه بالتحديات التي تواجه الرواية العربية.
ويحدد عوامل النجاح التي تمنع الرواية العربية حضورها العالمي.
وقد قسم منيف كتابه إلى ثلاثة أقسام تبحث في المنجز الروائي عبر عناصر انبنائه وتجليه.. عملاً فنياً مقروءاً.
القسم الاول «ضوء على الرواية»
وفيه يستعرض مفهوم البطولة ولغة الحوار، المدينة والشخصية في الرواية العربية.
والعلاقة بين السيرة الذاتية والرواية.. والتاريخ كمادة للرواية.. وقد وصف واستنتج رؤاه عما سبق من اشكالات في الرواية في صفحات لا تتجاوز العشر.. لكل اشكالية.
فمثلاً عن مفهوم البطولة:
يرى أن مفهوم البطولة «يجب أن يخضع إلى مقاييس واعتبارات تتطور وتتغير بين فترة واخرى، وانه لابد من الحرص على البطولات الصغيرة التي تشكل في النهاية البطولة الحديرة بالاحترام والتأمل، حتى من كانوا ابطالاً بالمفهوم السائد للبطولة لم يكونوا اكثر حضوراً وبالتالي أكثر نبلاً.. من الذين مروا بهدوء وتواضع.
ويطرح ما قدمه في الجزء الرابع من خماسية مدن الملح «المنبت» نموذجاً ومثالاً للخيول التي كانت برأيه اكثر بطولة من البشر حتى بصمتها وبعيونها الحزينة كانت تقول الكثير، ولذلك يمكن أن يكون الحيوان بطلاً حقيقياً. اذا استطاع الروائي أن يحسن التعامل معه. ويظهر لحظات قوته وبعض الاحيان تفوقه على الانسان.
** وفي العلاقة بين السيرة الذاتية والرواية، يحدد منيف نقاط الالتقاء، والتقاطع بينهما .. ويرى ان ينظر إلى الرواية الأولى بحذر وتدقيق .. سواء من قبل الكاتب نفسه أو من قبل القراء لان مقدار السيرة الذاتية ان كان كبيراً في الرواية الاولى، فسوف يقطع الكاتب على نفسه الطريق، اذ إن أية كتابة لاحقة ستفتقد إلى تلك الحميمية التي كونت علاقة أو موقفاً له بين قرائه.
وفي القسم الثاني يعرض المؤلف إلى اكتناه التاريخ كتجل معرفي يؤسس ثقافة الانسان، وكيفية تعاطيه لهذا التاريخ.. كحقائق وحوادث. واستلهام ما فيه من نتائج وعبر.
ويطرح مفاصل منها: «التاريخ من خلال الصورة» و«سيرالمدن:ضرورة ومتعة» و «وسير الاعلام» والتاريخ ذاكرة اضافية للانسان ففي المفصل الاول: يناقش التجارب الاولى للتصوير الشمسي. وأهمية هذا الطور من ناحية التوثيق. بعيداً عن مزاجية الرسامين لانجاز رسم الاشخاص والاماكن.. والاشياء وبذلك «يصبح للصورة المخبزة بهذه الطريقة دلالة مفهوم يختلفان عن السابق،
وبلوغ الصورة أهمية قصوى في التوثيق لا تقل أهمية عن الوثيقة المكتوبة.
وفي مفصل « سير المدن: ضرورة ومتعة»يرى المؤلف أن الكتابة العربية تفتقر إلى الكتابة عن الاماكن والشخصيات، أي بسير.
واختلاف نظرة الناس إلى المكان بحسب الدوافع النفسية المحركة لعملية الكتابة، ولأهمية ذلك في كشف عتمات الاماكن.. واضاءة تجلياتها أمام القارئ يرى منيف أن «العلاقة الحقيقية السليمة مع المكان أن نعرفه، ان نحيا فيه، ان نرتبط معه بكل جزئياته وأحواله، وان يكون هذا المكان ملكنا فعلاً، وان يقدم لنا ما نحتاج إليه، وان يدافع عنا ويحمينا كما ندافع عنه ونحميه».
وفي «سير الاعلام» يعرض المؤلف إلى الالتباس الذي ينشأ من الخلط بين السيرة الذاتية التي يكتبها صاحبها وبين الترجمة الذاتية التي يكتبها الآخرون عنه «أو بمقدار ما تمثل الاولى وجهة نظر الانسان إلى نفسه، وما فعله خلال حياته كلها والجزء الاكبر منها، فإن الثانية تمثل إلى حد كبير وجهة نظر الآخر وطريقته في الفهم والتفسير، ثم التقييم».
وفي القسم الثالث من الكتاب الذي عنونه منيف ب«ضوء التحولات» يعرض المؤلف إلى «الزمن الذهبي للكتابة» والمخطوطات العربية في الخارج و«نموذج الاستشراق الروسي» و «سلطة التلفزيون» كما يقدم قراءة في كتاب «التحولات في الشخصية المصرية» لمؤلفته عزة عزت.
وفي الزمن الذهبي للكتابة.. يرى منيف ان «الثقافة الشفوية تقلص دورها قياساً للماضي، ولم تعد الوسيلة الاولى لتلقي المعارف والعلوم، أو حتى المتعة» ويجعل من الظروف المحيطة بمجتمع ما .. محوراً في تحديد أهمية الثقافة شفوية كانت أم مكتوبة.كما أن تعدد إنسان الكتابة ذاتها من كتابة دينية إلى فنية أو علمية دور في تشكيل وفرة تلقيها من قبل المجتمع.
ويعبر كتاب عبدالرحمن منيف بجملة تحولاته.. ومضامينه.. عن رؤية شمولية للثقافة، وان اتخذ من الرواية مدخلاً لتحليل ذلك، فإنه ينساق إلى التعبير عن مفاهيم ورؤى، تنطلق من فهم مثقف عربي لتلك الاشكالات التي جاءت على هيئة كبسولات مكثفة تشي بفهم دقيق للقضايا التي ناقشها.. وتعرض اليها، وتشكلت محورياً حول الرواية والتاريخ والتحولات.
جاء الكتاب في 223 صفحة، وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر والمركز العربي في طبعته الاولى للعام 2001م.

للتواصل ص.ب 56951 الرياض 11564
email:

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved