دخلت شركة أمريكا أون لاين-تايم وارنر المدمجة في وقت متأخر أمس «الخميس» في دوامة حيث استقال روبرت بيتمان الذي كان مسئولا عن قطاع الانترنت في الشركة وسط تقارير عن مخالفات محاسبية. وكان بيتمان. مدير العمليات في أمريكا أون لاين- تايم وارنر. قد نسبت إلى شخصه وعود كبيرة قدمتها الشركة للمستثمرين بعد فترة قصيرة من إعلان اندماجهما الضخم في أوائل عام 2000، وكان فشل الشركة في تحقيق هذه الأهداف وسط التدهور في مجال الانترنت سببا رئيسيا في انخفاض سعر أسهم الشركة وكان بيتمان قد رأس أمريكا أون لاين قبل اندماجها مع تايم وارنر في عام 2000. وأعيد إلى منصبه في وقت سابق من العام الجاري حيث تتعرض أمريكا أون لاين لمشكلة تتعلق بانخفاض الاعلان. وتعتبر استقالة بيتمان جزءا من عملية إعادة تنظيم رئيسية لاكبر شركة إعلامية في العالم. وسوف يرأس الان جيف بيوكس. رئيس قناة إتش.بي.أو التلفزيونية التي تبث بالاشتراك. كافة أعمال الشبكات والترفيه في الشركة. وذكر بيان للشركة أن رئيس تايم إنكور بوريشن. دون لوجان. سوف يرأس مجموعة الإعلام والاتصالات بما فيها أمريكا أون لاين وتايم إنكوربوريشن وتايم وارنر كابل.
ويرى المحللون أن عملية التغيير إشارة إلى أن المسئولين التنفيذيين من شركات تايم وارنر صاروا يفرضون سيطرتهم على الشركة المدمجة على حساب المسئولين المخضرمين في أمريكا أون لاين. وكانت أمريكا أون لاين في السابق القائد الاسمي للمجموعة لان أسهمها في وقت الاندماج قدرت بأكثر من أسهم تايم وارنر.
كما تعرضت الشركة لانتقادات لما زعم عن أنها قامت بتضخيم أرقام عائدات الاعلان الخاصة بها مع بدء التدهور في المجال التكنولوجي في عام 2000. فيما زعم أنه كان محاولة لجعل أمريكا أون لاين تبدو أكثر جاذبية في مسعاها للاندماج مع تايم وارنر.
فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا تحقيقيا رئيسيا أشار إلى انه قبل عامين. أشرف بيتمان على التلاعب بعائدات الاعلان لجعل الشركة تبدو في حال أفضل مما هي عليه فعلا. وقالت الصحيفة ان المبلغ الذي طالته تلك الممارسات يناهز 270 مليون دولار. أي نحو خمسة بالمائة من عائد أمريكا أون لاين الاعلاني والتجاري الذي يصل لقرابة 5 مليارات دولار. وهو ما كان يكفي للخروج برقم أرباح جيد بينما كانت أمريكا أون لاين تستعد لشراء تايم وارنر. وقال المقال انه رغم معرفة بيتمان أن عائدات الاعلان كانت تتدهور. فقد أبلغ محللي البورصة بعكس ذلك. يذكر أن بورصة وول ستريت تتعرض لازمة بعد أن اعترفت العديد من الشركات الكبرى. ومن بينها وورلدكوم. بأنها لم تعلن عن أرباحها الحقيقية. وهي الممارسة التي أدت إلى تقويض خطير في ثقة المستثمر وأدت إلى بدء تحقيقات كبيرة في الطريقة التي تدير بها الشركات الكبرى أعمالها. غير أن أمريكا أون لاين قالت للواشنطن بوست أنها غير ملزمة بكشف أي حقائق. وقالت ان المبالغ التي تم التحدث عليها -صغيرة جدا- لدرجة لا تجعلها جديرة بالاهتمام.
|