Sunday 21st July,200210888العددالأحد 11 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

«الساموراي ويليام: المغامر الذي فتح أبواب اليابان» «الساموراي ويليام: المغامر الذي فتح أبواب اليابان»
كيف استقبل اليابانيون المستعمرين الأوربيين ؟

  الرجل الذي فتح اليابان أمام التجارة الاجنبية عام 1854 كان قائدا في البحريةالأمريكية واسمه «ماثيو بيري»، لم يكن هذا الإنجاز بالأمر الهين فقد تسبب في الإطاحة بحكم «الشوجن»، العسكري وأدى إلى رجوع الإمبراطور «ميجي»، إلى سدة الحكم فيما بدأت اليابان الحديثة نهضتها الحقيقية على جميع الأصعدةالسياسية والاقتصادية والعسكرية وتاريخ اختراق اليابان من قبل الأوربيين تاريخ طويل حافل بالمحاولات الفاشلة فقد سعت أوروبا إلى الاتصال باليابان ثلاث مرات قبل أن تدخل السفن السوداءالتابعة لبيري إلى دائرة المحاولات وكانت المحاولة التي قام بها القائد البحري الأمريكي والتي بدأت بوعود لتأسيس سلسلة من الخطوط التجارية قد انتهت فصولها بمذابح دموية وفتن دينية أما «الساموراي ويليام»، المواطن الإنجليزي الذي كان يحمل اسم ويليام أدمز وهو أول من ذهب إلى اليابان عام1600 في أثناء خدمته على إحدى السفن الهولندية لكنه صار فيما بعد واحدا من المستشارين المقربين إلى قلب الحاكم الياباني «توكيوجاوا أياسو»، فقد احتل مكانة خاصة في البلاط الياباني لدرجة أنه لم يكن يفارق حاكم اليابان على الإطلاق وفي كتابه «الساموراي ويليام: المغامر الذي فتح أبواب اليابان»، يحاول «جيلز ميلتون»، بوصفه أحد المتمرسين في الإبحار داخل البحار الشرقية رصد التفاصيل التاريخية لأول لقاء يجمع بين اليابان وأوروبا والدور المهم الذي لعبه ويليام أدامز في هذا اللقاء وفي غياب الممرات المائية التي تربط بين الشرق والغرب والشمال تعد اليابان أبعد نقطة عن أوروبا بل كانت المحطة الأخيرة التي وصلتها الرحلات البحرية العظيمة التي شهدها القرن السادس عشر والتي قام بها البرتغاليون والإسبان والإنجليز والهولنديون في تسابق محموم على التهام أكبر قطعة من خريطة العالم كانت اليابان في ذلك الحين المثال النموذجي للدولة المتحضرة المتأنقة ويقول مؤلف الكتاب اعتمادا على عدد ضخم من الروايات التاريخية المعاصرة إن اليابانيين استقبلوا «المستكشفين الجدد»، استقبالا ملؤه الاحتقار والازدراء استقبلوهم بالنظرة نفسها التي كان ينظر بها الأوروبيون إلى أهل البلاد التي غزوها واحتلوها على سبيل المثال قوبل البرتغاليون بالشك ونظرات الريب بسبب سعيهم الدؤوب إلى نشر المسيحية الكاثوليكية داخل اليابان وكمحاولة لتقويض دعائم الحكم الإمبراطوري بينما قوبل الإنجليز بالكراهية والاشمئزاز لسوء أخلاقهم وعاداتهم في المأكل والمشرب فوق ذلك كانت البضائع التي جلبها التجار الأغراب في مجملها بضائع متدنية الجودة قياسا بالبضائع المحلية اليابانية الأمر الذي أدى إلى كسادهاوعدم إقبال اليابانيين عليها.
وفي نهاية المطاف استطاع خليفة الحاكم الياباني«أياسو»، طرد عدد كبير من الدخلاء الأجانب وفي عام 1637 أي بعد وفاة «السامورا يويليام»، بخمسة عشر عاما دخلت اليابان الحقبة التاريخية المعروفة باسم «ساكوكو»، «الدولة المغلقة»، لتظل فيها لمدة طال أمدها إلى أبعد حد.

المؤلف: Milton Giles
الناشر: Stoughton Hodder &

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved