لأن الدولة الغاصبة الصهيونية في فلسطين لم تقم على أُسسٍ منطقية، ولم تعتمد على الحقائق والأدلة والوثائق الصحيحة، وإنما قامت على عصبية عنصرية خبيثة قامت على الخرافة والتلفيق، لذلك ولغيره اعتمدت الأساليب الشاذّة في بناء قواعدها، وابتعدت عن العقل والمنطق، وأغفلت الأنظمة والقوانين الدولية، وأباحت لنفسها كلَّ ما لايُباح من الوسائل التي توصلها إلى ما تريد.
ولاشك أن أقطاب هذه الحركة الصهيونية الغاشمة يملكون من الذكاء، والإيمان بما يريدون، والمعرفة بظروف العالم، ونفسيات قادته الكبار ما جعلهم قادرين على استخدام الوسائل المناسبة لترويج «خرافتهم» في إقامة دولة لهم في فلسطين، هذه الخرافة التي ليس لها سند في الديانة اليهودية نفسها، وهو ما يؤكده «حاخامات اليهود» الذين يرون في الحركة الصهيونية انحرافاً صارخاً عن تعاليم «التلمود»، وعصياناً لأمر الله، وخروجاً على مبادىء الديانة اليهودية.
نعم لأقطاب الصهيونية من «الذكاء» ما سهَّل أمامهم طريق ترويج «خرافة الدولة اليهودية في فلسطين» عبر وسائل الإعلام الغربي، وعبر المنتديات والمؤتمرات التي يحسنون التنظيم لها، واختيار زمانها ومكانها المناسبين.
وهذا الذكاء اليهودي الشيطاني المدعوم مالياً وإعلامياً هو الذي نقل اليهودي في هذا العصر من «عقدة الدونية» القديمة إلى «عقدة الفوقية» الحديثة على حد تعبير د. حسن ظاظا في كتابه المهم «الشخصية الإسرائيلية».
إن اختيار اسم «إسرائيل»، وإطلاقه على هذه الدولة اليهودية المغتصبة في بلاد المسجد الأقصى دليلٌّ على ذلك الذكاء، وتلك النظرة البعيدة التي ينظر من خلالها اليهود إلى العالم.
وإلا فإنَّ دولة الظلم اليهودية في فلسطين أبعد ما يكون عن «يعقوب» عليه السلام وعن أنبياء الله جميعاً لأنها لا تؤمن بهم، ولا ترعى تعاليمهم ولا تفكِّر في تطبيق شيء مما جاؤوا به.
ولأن «اليهود الصهاينة» يستخدمون كل وسائل التضليل والتزوير للوصول إلى أهدافهم اتخذوا من هذا الاسم «إسرائيل» غطاءً يخفي عن كثير من الناس وجوههم القبيحة المشحونة بدماء المكر والغدر والخداع.
لقد عمل هؤلاء المجرمون بذكاء على تأويل النصوص الدينية التي يؤمن بها اليهود ووجَّهوها توجيهاً سياسياً تمكَّنوا به من تسويغ مشروعهم الاستيطاني الغاصب لأرض فلسطين.
ولم يغفل أقطاب هذه الحركة الغاشمة عن تلك الأحقاد التي تغلي بها صدور «الصليبيين»، وعن الثارات القديمة التي تختفي في مسارب نفوسهم فأتقنوا استغلالها، ونجحوا في إيقاظها في النفوس، حتى تحوَّلتْ إلى سيلٍ عارمٍ من العداء المستور أو المكشوف ضد المسلمين، ومن التأييد الظاهر أو المستتر للحركة الصهيونية الغاشمة.
«إسرائيل» الذي هو «يعقوب» عليه السلام بريٌّ كلَّ البراءَة من هذه الخرافة الهائلة التي تشكل مرضاً سرطانياً خطيراً في جسم العالم، هذه الخرافة التي سرت بين الناس بما تهيَّأ لها من ذكاء اليهود وخبثهم، وأحقاد النصارى الصليبيين ومكرهم، وغفلة المسلمين وذلّتهم، فمتى نصحو؟.
إشارة:
أيهودٌ وسلام.. وسلامٌ ويهود؟
هذه الأكذوبة الكبرى وفي التاريخ آلاف الشهود.
|