Sunday 21st July,200210888العددالأحد 11 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

شدو شدو
قراءة واستقراء
فارس محمد الغزي

«البناء بلا ضوضاء والعمل بلا ضجيج» لم أصغ لهذه العبارة وإنما اشتققتها من صفحة «زمان الجزيرة» في عددها رقم 139 الصادر عام 1378ه، وقد وردت في ثنايا تصريح أدلى به حينها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان حفظه الله خلال استقباله لأحد الوفود الرسمية الأجنبية الزائرة للمملكة، هذا وقد تمحورت فحوى هذا التصريح حول تأكيد أسس وجوهر السياسة التنموية المباركة التي حظيت بها بفضل الله مملكتنا الغالية، ومما لفت نظري في هذا التصريح هو حقيقة ايجابية سياقاته الزمنية رغم تباعدها، فما قطفناه في حاضرنا ليس إلا ثمر ما تم استزراع بذوره في ماضينا، ومن مضامين ذلك هو ان حاضرنا بقليل من التمعن بما يفصله عن ماضينا من سياقات زمنية ليس إلا امتداداً لهذا الماضي عطاءً ونماءً وشاهد ذلك هو شواهد (عدم الانقطاع) في تاريخنا المجيد، عليه فنعمة انتفاء الانقطاع هذه تبدو وهي تزداد مع تقادم الأيام ثباتاً ورسوخاً وايجابية وهذا كفيل بزرع بذور الاطمئنان فيما يتعلق بإيجابية مستقبلنا بإذنه تعالى. ويقيني انني أؤكد هنا حقيقية ليست بحاجة إلى تأكيد مثلها في ذلك مثل باعثها الرئيس.. محور الحديث أمير الرياض الإنسان الذي تتجاوز إنسانيته جغرافية الرياض رغم اتساع رقعتها، بل تحلق إلى ما وراء حدود المملكة لتحط في كل بقعة إسلامية يذكر فيها اسم الله.. إنها خلجة ليست كالخلجات لا تقدر جوانحي على احتوائها.. اسطرها هنا وأنا أحسب أنها أقل ما يجب ان يقال في حق هذا الرجل رغم كل قناعات «العزوف» لديه تجاه الاطراء، وقد صدق أحد عارفيه عن كثب بقوله عنه منذ مدة قريبة في أحد المجالس ما نصه: «لو عرف كل فرد مشاغله وجهوده ومجالات بذله لما تمنى موقع سلمان رغم كونه سلمان».. فالله يحفظ سموه ويمنحه الصحة والعافية ويمده بالقوة والعون في سبيل كل ما من شأنه رقي وأمن بلادنا وعزة ورفعة ديننا.
***
«الحرية على يدها يموت إنسان الغرب غير انها على يد إنسان الشرق تموت».. فكرة جميلة ليس لي منها سوى جهد الترجمة فقط..، فمن هو القاتل الحقيقي يا ترى: أهو الحرية.. أم إنسان الغرب.. أم نظيره إنسان الشرق؟!.
أما الحرية فبريئة بريئة.. حيث لها معادلة «تمدد وانكماش» مغايرة لما هو مخبور ومحسوس ومألوف، فالحرية تتمدد في الأجواء المتجمدة أخلاقياً فتقتل حينئذ بفعل تمددها كما هو جلي في الغرب، كما انها تنكمش في أجواء الشرق بفعل ما يضطرم بها من ألسنة لهب اللا عقلانية، فترتفع حرارتها، وتصاب بالاغماء وحينها تموت، إما بفعل اختناق المبادئ «بدخان» المثاليات أو غليانها إلى درجة التبخر من أرض الواقع والتطبيق.
إذاً فالقول الفصل اشتقاقاً مما خبره الإنسان من الحرية حتى هذه اللحظة الزمنية ان القاسم المشترك الإنساني تجاهها هو «اللا مسؤولية»، وهذا ذاته يؤكد بدوره ما أكدته شريعة السماء من «وسطية» بها يمتنع الضرر ومنها ينتفي الضرار.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved