أتمنى.. لو أن شبابنا يقرأون الصحف.. وأتمنى أيضاً.. لو أنهم يقرأون الواقع ويستفيدون من دروس الآخرين.
* لقد انتشرت في أوساط شبابنا.. عادة سيئة جداً.. وهي تدخين «المعسَّل» هذا الذي لم نكن نعرفه قبل عشر سنوات.. صار اليوم في أكثر البيوت.. وأكثر ملاحقها.. وأكثر الاستراحات.. ولو ذهبت لشلة أي شباب.. لوجدت تسعة من كل عشرة.. يدخنون هذا المعسَّل الخطير.. والخطير جداً.
* تقول دراسة بحثية ميدانية أجريت مؤخرا.. أن «70%» من كميات «الجلسرين» المستوردة.. البالغة «30» ألف طن سنوياً.. تستخدم في تصنيع معسل الشيشة. وينتج عن ذلك.. استنشاق مادة سامة وخطرة جداً.. عندما يخالطها المعسَّل تؤدي حتماً.. إلى الإصابة بالسرطان.
* وتوضح الدراسة التي قام بها مؤخراً.. مجموعة من الأخصائيين المتمكنين.. ونشرتها إحدى الصحف المحلية.. أن بعض أصحاب المقاهي والشيش.. يخلطون «الجلسرين» الذي يستخدم لأغراض طبية معروفة.. مع تبغ الشيشة.. بدلا من المعسل المخصص أصلاً لهذه الأغراض.. وتنتج عن عملية الخلط.. مواد سامة وخطرة عند الاحتراق وإشعال الشيشة.. ومن هذه المواد الخطرة.
وفقاً للدكتور الذي شارك في البحث.. مادة «الإكريلين» وهي مادة سامة وخطرة للغاية.. وأنها أحد أبرز مسببات السرطان.
* ليت شبابنا يقرأون هذا الخبر المنقول عن هذا الدكتور الذي قال في بحثه.. إنه دخل أكثر من مقهى.. ووجدهم في الداخل.. يخلطون «الجلسرين» مع المعسل.. وأنهم يحرصون على هذه المادة الخطرة نظراً لفعالياتها وسرعة أدائها في عمليات المزج للمعسل.. ومعنى هذا.. أن أصحاب المقاهي.. كل هاجسهم.. العشرة ريالات قيمة الراس.. والنهاية.. لا تهمهم «سعودي.. مخ.. مافيه».
* التقرير خطير جداً.. ومزعج جداً.. ويشيب له الرأس.. وشبابنا في المقاهي.. يشفطون المعسل.. وفي الاستراحات وفي البراري وعلى الأرصفة.. وفي الملاحق.. يشفطون وبس.
* إذا كان الدخان لوحده.. يسبب سرطان الرئة.. فكيف إذا أضيف له مواد أخرى تسبب السرطان وهكذا..
* ليت هذا التقرير يطبع على شكل «برشورات» بل إعلانات كبيرة.. وتوضع على أبواب المقاهي وتوزع في كل مكان.. حتى يتنبه شبابنا قبل أن نفقد الكثير منهم.
* أما أصحاب المقاهي.. فلن نشتكيهم على البلدية ولا غيرها.. لأن مصائبهم وبلاويهم أكبر من «الجلسرين» و «الإكريلين» وأكبر من السرطان.. فهم سرطان المجتمع ومشاكله وبلاويه ومصائبه.. وهم دور تعليم الفساد والإفساد والدشارة و «السَّرْبِتِهْ» وهم أماكن تفريخ الضياع الخلقي والتدمير الاجتماعي.. وهم أماكن تعليم التدخين وغير التدخين.. ولا ننسى أيضاً.. أكبر داعم لمقاهي الدشارة وهي وزارة التحطيم العالي وجامعاتها.. ولا تهون وزارة الخدمة المدنية. والله في عون.. كل «ضعيف مسكين».
|