* الشارقة - رويترز:
قبل ما يزيد على مئة ألف عام كانت الافيال والاسود ووحيد القرن تجوب في اراضي شبه الجزيرة العربية الخضراء قبل ان ينتهى بها الحال الى الفناء بسبب التغيرات المناخية التي حولت المنطقة الى صحراء قاحلة.
واليوم تسعى محمية طبيعية في الخليج الى منع الانواع المختلفة من الحيوانات البرية التي تعيش في هذه المنطقة من ان تلقى المصير الذي واجهته اسلافها.
ويستضيف مركز حماية حيوانات شبه الجزيرة العربية الذي تموله الحكومة ويقع على مشارف الشارقة بالامارات العربية المتحدة اكبر مجموعة في العالم من الحيوانات والطيور التي تعيش في شبه الجزيرة العربية.
ويعرض المركز لنحو 45 نوعا من الحيوانات البرية المهددة بالفناء ومن بين هذه الانواع التي يزيد عدد مفرداتها الموجودة في المركز على 1200 النمرالعربي وهو واحد من اندر الحيوانات في العالم والسحالي والثعابين والغزلان والقوارض والثعالب والسعدان.
ومركز حماية حيوانات شبه الجزيرة العربية ومركز الاستيلاد الملحق به حيث يولد الكثير من الحيوانات هما المشروع الاثير لدى عبد العزيز عبدالله المدفع المدير العام لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية الحكومية بالشارقة.
يقول المسؤول الاماراتي «هذه ليست مبادرة لرجل واحد.. انها تخص مصيرنا المشترك».
ومضى يقول «نجحنا في تلويث البحار واستنزاف احواض المياه وتدمير الصحراء وقتل الحيوانات كل هذا حدث في وقت قصير بشكل ملحوظ، نخوض حربا لكن بلا مدافع رشاشة. اذا كنا نحب اطفالنا فلا بد وان نترك لهم شيئا».
ويصر المدفع وهو نصير متحمس للحفاظ على البيئة يقول انه «ابن الصحراء» على ان الصحراء رغم مظاهرها نظام بيئي غني كالغابات المطيرة في الامازون والسهل الاجرد في المنطقة القطبية الشمالية ولا بد من حمايتها.
ويعتقد ان التعليم هو افضل سلاح لتجنب ما يسميه معركة بين الانسان والبيئة ويأمل ان يثير مركز حماية حيوانات شبه الجزيرة العربية اهتماما محليا وعالميا بالحياة البرية المتنوعة في المنطقة.
ورغم وجود العديد من محميات الحياة البرية في منطقة الخليج الا ان مركز الحياة البرية في شبه الجزيرة العربية حديقة حيوانات من نوع مختلف.
ومجرد وجود مجموعة متنوعة من الحيوانات النادرة جلبت للمركز ولامارة الشارقة شهرة دولية فهو العضو الوحيد في الرابطة الاوروبية لحدائق الحيوان ومزارع الكائنات المائية في الشرق الاوسط.
والى جانب النمور يستضيف المركز كذلك البقر الوحشي العربي الذي كان يتجه للفناء في الستينيات وطيور الحبارى التي يهدد الصيد وجودها.
ومن بين الحيوانات النادرة الاخرى قط جوردون البري ويعرف بالزريقاء وهو حيوان ليلي آكل للحوم يشبه السنور وحيوان الوبر وهو حيوان محب للاشجار وهو نوع بين الارنب والقندس لكن تربطه صلة بعيدة بالافيال.
والحيوانات الموجودة في المركز تعيش في حرية حيثما يكون ذلك ممكنا حيث تعيش في حظائر مسيجة مفتوحة مملوءة بصخور واحواض المياه وشجيرات او رمال حيث تشكل بيئة طبيعية للحيوانات التي تسكنها.
وتغرد الطيور او تبني اعشاشا على اشجار مزروعة بجوار جدول صناعي في غرفة مضاءة بشكل جيد.
ووضعت الحيوانات الاكبر مثل الغزلان والنعام والنمور وقرود البابون في الخارج ويمكن رؤيتها من خلف زجاج مقوى. ووضعت الزواحف والقوارض في اقفاصلها واجهة زجاجية، ونظرا لان كثيرا من الحيوانات الصحراوية ليلية ابقيت اجزاء من المركز مظلمة خلال ساعات الزيارة ولا تضاء الا عندما يغلق المركزليلا.
يقول المدفع «غالبا ما ننقل الحيوانات من اماكنها كي نمنع تعرضها للانزعاج او التوتر... نحن في الاساس مركز استيلاد وابحاث ورفاهية الحيوان مهمة جدا بالنسبة لنا، لا نفعل ذلك بهدف الربح»
وخلافا للمحميات الاخرى في الامارات فان لمركز حماية حيوانات شبه الجزيرة العربية حضورا اقل لكنه يجذب نحو مائة الف زائر سنويا. ومعظم الزوار طلبة في زيارات ميدانية ويأتي كثيرون غيرهم لاكتشاف المزيد عن تراث منطقة تشتهر اكثر بان بها 40 بالمئة من احتياطيات النفط في العالم.
يقول المدفع «اكتشاف النفط كان نقمة لا نعمة للصحراء... فالثروة الخرافية التي حصلنا عليها خصصت لبناء مدن حديثة اعتدت على البيئة الطبيعية الآخذة في التلاشي».
ويأمل المدفع ان ينضم ابناء الخليج الذين يزورون المركز الى حملته من اجل حماية الحياة البرية من عجلات التقدم.
وقال «من خلال هذا المركز نحاول ان نتيح للناس فرصة ليروا الحيوانات التي تعيش في الصحراء وفي الوقت نفسه يقدرونها ويحترمون من يسكنها».
وتابع قائلا «الصحراء بها الكثير من الحيوانات .. حيوانات جميلة علينا حمايتها».
|