editorial picture

أزمة «ليلى» المغربية من المنظور العربي الأوروبي

بعد أيام من التوتر الشديد الذي لم يخل من مظاهر مسلحة زادت من مخاوف مواجهة مغربية إسبانية، بدت الأمور أمس على جانبي المتوسط دقائقها تشير نحو التهدئة، وهو أمر يتفق وتطلعات الكثيرين الذين دعوا إلى إزالة التوتر وإلى المعالجة الهادئة للمسألة.
وسيشكِّل انسحاب إسبانيا من جزيرة «ليلى» الخطوة الأساسية التي يمكن أن تتلوها خطوات أخرى لضمان عدم وصول الأمور إلى ما وصلت إليه.. ومن هنا فإن إبداء إسبانيا الرغبة في الانسحاب ينبغي تنفيذها بسرعة حتى تتكامل مع تعهدات المغرب بعدم دخول الجزيرة مجدداً على الرغم من أنها جزء من ترابه الوطني.
لقد ترافقت مع الأزمة درجة من التصعيد العسكري برزت بشكل واضح في اكتظاظ منطقة المضايق بالقطع الحربية الإسبانية، كما أوضحت الأزمة التضامن الأوروبي السريع مع إسبانيا دون مراعاة للروابط التقليدية الأوروبية مع المغرب التي كان ينبغي وضعها في الاعتبار من خلال التدرج في مباشرة المسألة بالدبلوماسية الهادئة.. فالمغرب العربي الوجه والمضمون لا يخلو من ملامح أوروبية حسب القرب الجغرافي والتواصل البشري الكثيف الذي يتمثل في وجود إعلاميين من أبنائه في القارة الأوروبية، هذا فضلا عن الروابط التي كانت قائمة قديماً منذ زمن الاستعمار وما قبله بقرون.
واندلعت هذه الأزمة في وقت تنشط فيه أسباب التواصل العربي الأوروبي سياسياً واقتصادياً، فهناك التقارب بين الجانبين فيما يتصل بالمواقف من القضية الفلسطينية حيث يؤمل الجانب العربي في المزيد من الدعم الأوروبي لاستعادة الحق الفلسطيني في مقابل المواقف الإسرائيلية المتعنتة المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
ولعله من الضروري إزاء هذا التقارب العربي الأوروبي أن يتم استثمار مقدمات العلاقة لتجاوز المشاكل القائمة بما فيها الأزمة المغربية الإسبانية التي تشكل اختباراً حقيقياً للعلاقات العربية الأوروبية..


jazirah logo