تفاعلاً مع ما كتبه الاخ سليمان ناصر العقيلي لجريدة الجزيرة بتاريخ 4 جماد الأولى حول زواج المسيار الذي لا يحبذه لأنه لا يحبذ الزواج بأخرى، أو لأنه لا يخشى المعارضة ورد الفعل الذي يخشاه غيره ، وعلى العموم فإنني احبذ هذا الاسلوب في الزواج للاسباب والمصالح التالية:
1- هو إحدى الوسائل المتاحة لمكافحة ظاهرة العنوسة التي تفشت في المجتمع وبلغت ارقاماً قياسية تقدرها الإحصاءات الرسمية بنحو 160 الف عانس.
2- هو وسيلة إعفاف للمرأة التي لم يتيسر لها الحصول على زوج بغير هذه الطريقة.
3- هو وسيلة إعفاف للرجل الذي يشعر بأن زوجة واحدة لا تكفيه ولكنه يخشى من رد فعل من قبل زوجته الحالية يكون له عواقبه الوخيمة على العلاقة بينهما.
4- لا ادري ما في هذا الزواج من هضم لحقوق زوجة المسيار التي قد تأخذ اكثر مما تستحق كما ان سرية هذا الزواج مرهونة بنجاحه واستقرار الامور وبانتهاء عملية التمهيد الجدية التي لا بد ان الرجل يبدؤها ويلمح بها لزوجته الاولى منذ ايام الزواج الاولى.
وبالنسبة للحادثة التي اشار إليها الاخ الكاتب باعتبارها من الشواهد على ما في هذا الاسلوب من المثالب والمشاكل فهي حادثة فردية نادرة وهي ناجمة عن سوء تصرف من الطرفين، فالرجل ما كان ينبغي أن يلجأ للوصول إلى زوجته بهذه الطريقة المثيرة للريبة كما أن اهل الحي ما كان ينبغي أن ينقضوا عليه انقضاض الوحش على فريسته، فهناك اساليب بديلة أكثر تأدباً واكثر اخلاقية في التعامل مع قضية قائمة على الظن الذي ثبت أنه من قبيل الظن السيئ والمذموم بالآية الكريمة ارجو أن يكون الاخ سليمان هو الآن اكثر قناعة بفائدة هذا الزواج، وان الذين ابتكروه اعتمدوا على قاعدة الحاجة أم الاختراع ، واذا كان للشعوب المتقدمة اختراعاتها فليكن ايضاً لنا اختراعاتنا الخاصة بنا.
محمد الحزاب الغفيلي/الرس |