Sunday 21st July,200210888العددالأحد 11 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف يفكر الإسرائيليون ؟ كيف يفكر الإسرائيليون ؟

في جريدة معريف وتحت عنوان : متى سنغفر ل «درعي» (وزير داخلية سابق ومؤسس حزب شاس خرج مؤخرا من السجن بعد إدانته بتهم فساد وتلقيه رشاوى) كتب نداف هاعيتسيني مقالا انتقد فيه حزب شاس وزعماءه خاصة الفساد المالي الضارب في أطنابه وخداع الجمهور باسم الدين حيث قال:
مع خروج آرييه درعي من أبواب سجن «معسياهو» حاول أن يترك انطباعا ببدء صفحة جديدة ووعد بأنه يغفر لكل إنسان ويسامحه وحقيقة أن درعي مايزال يعتقد بأنه هو الذي ينبغي أن يعفو ويغفر للآخرين وليس العكس تجسد أنه لم يستوعب كما ينبغي الأفعال الخطيرة التي اقترفها ولكن مع بداية فصل جديد في حياته وبروح المصالحة التي حاول أن يقدم من خلالها شخصيته الحالية فسنحاول أن نقترح عليه بعض النقاط للتكفير عن خطيئته واستخلاص النتائج.
إن آرييه درعي هو الشخص الذي اخترع حزب شاس حزب «السفاراديين» المحافظين على التوراة وبتسجيله براءة اختراع هذه الحركة الحزبية فإنه يكون بذلك قد حطم أحد الأرقام القياسية في المجون والقبح بالمجتمع الإسرائيلي فإقامة حزب طائفي في إسرائيل في العشرين عاما الماضية لم تكن ضرورية ولا مبررة والأنكى من ذلك أن هذا الحزب كان أيضا دسائسيا ففي دولة فيها وزيرالدفاع ورئيس الأركان المنصرف ووزير المالية وآخرون من مقرري جدول الأعمال القومي بالدولة من أبناء الطائفة الشرقية ليس ثمة داع لإقامة تنظيم سياسي على أساس طائفي ولكن لو أن حزب شاس اكتفى بهذا الخلل البنائي لانتهى الأمر عند هذا الحد فمشكلته الكبرى هو التناقض الذي يكمن بين التباهي بتمثيل الضعفاء وبين السلوك العملي فقد خلق حزب شاس ومنذ بداية أيامه طبقة مهيمنة من النفعيين والفاسدين ألقى القبض حتى على بعضهم وأدينوا بسرقة أموال الجمهور وفي حين أن شرف كفاح المسحوقين على أفواههم فإنهم محنطون في بزات فخمة لأشهر المصممين وفي حين أنهم يطالبون بأموال من أجل البؤساء إلا أنهم يحولون معظم هذه الأموال في حقيقة الأمر إلى أهداف نفعية وفي كثير من الأحيان إلى جيوبهم وإلى المقربين منهم.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: لقد خلق حزب شاس بأفعاله هذه توليفة خاصة تجسد قمة النفاق ففي حين أن الحريديم (المتشددون الدينيون) منعزلون لكنهم لا يتباهون بأنهم يؤثرون فقد ارتبط الانعزال في شاس بمحاولة استنزاف دافعي الضرائب بأقصى ما يمكن وفوق كل هذا _ مع التباهي بفرض أنماط حياة علينا جميعا في نفس الوقت أسهم حزب شاس كثيرا في تعميق الجهالة واستغلال المحنة فقد نقل الجوانب المظلمة للمجتمع والاعتماد على الرقي السحرية والتعويذات الهامة إلى الدواوين الرئيسية مع توظيفها من أجل جمع المقاعد النيابية بشكل فظ ويعزى إلى آرييه درعي نفسه جانب رئيسي آخر في إفساد الإدارة الجماهيرية الإسرائيلية ف كمدير عام ووزير للداخلية طور بشكل كبير وسائل حزب مباي (حزب عمالي قديم) وآخرين واستخدم وسائل بعضها فقط مفصل في لائحة الاتهام التي قدمت ضده فيما يعرف باسم الملف الجماهيري وكوزير وكمدير عام وظف الخزينة العامة لأغراض حزبه والمقربين منه وبنى منظومة من الاستغلال وتخويف رؤساء السلطات المحلية من أجل تحقيق أهدافه ولا ينبغي أن ننسى أن لدرعي ول شاس باعاً كبيراً في العمل الجماهيري الأخطر في تاريخ إسرائيل _ ألا وهو توقيع اتفاقيات أوسلو فلولا التأييد الهادىء لحزب شاس وهو تأييد جاء خلافا تماما لموقف ناخبي الحزب لما جاءت هذه الاتفاقيات إلى العالم مطلقا فإذا كان آرييه درعي يبدأ حقا صفحة جديدة وإذا كان معنيا حقا بمساعدة المساكين والضعفاء وإذا كان يريد حقا الخير للشعب الإسرائيلي فمن الأفضل أن يعرف كل ما اقترفه حتى اليوم ويفعل ما هو عكسه وإذا كرس مواهبه للاتجاهات الإيجابية فربما نستطيع في النهاية أن نغفر له كل فعاله.
الاختيار الحر
وفي جريدة يديعوت أحرونوت كتبت زميراه سيجف مقالا تحت عنوان: الاختيار الحر دعت فيه إلى وضع حد لهيمنة المؤسسة الدينية على الشؤون الحياتية الشخصية لليهود كالزواج والطلاق وغيرها حيث قالت: سيعرض قريبا مشروع قانون مميز وغير مسبوق على الكنيست من أجل التصويت عليه هدفه هو تغيير اتفاق الوضع القائم (اتفاق تم بين الصهيونية السياسية والصهيونية الدينية قبيل قيام دولة إسرائيل مباشرة منحت بموجبه الصهيونية الدينية سيطرة تامة على الشؤون الدينية في مسائل الأحوال الشخصية مقابل تأييدها للصهيونية السياسية في إقامة الدولة - المترجم ) في دولة إسرائيل منذ إقامتها: أي احتكار المؤسسة الدينية لكل أمور الزواج والطلاق احتكارا مطلقا.
فاليوم من الممكن أن يتزوج المرء زواجا دينيا فقط وعلى الزوجين أن يكونا من نفس الديانة ومغزى القانون هو أن الزوجين اليهوديين يستطيعان الزواج من الحاخامية فقط وليس لهما حرية اختيار طقس يهودي غير أرثوذكسي أما الزوجان المعنيان لأسباب تتعلق بمعتقداتهما الخاصة بطقس مدني _ علماني فإنهما مضطران إلى الخروج خارج حدود إسرائيل والعبث الكبير هو أن دولة إسرائيل تعترف فعلا بالزواج المدني سواء كان الزوجان يهوديين وسواء لم يكونا أبناء دين واحد _ ولكن إذا تم خارج حدود البلاد فقط.
واستطردت الكاتبة تقول: لقد انضم حوالي مليون مهاجر من دول رابطة الدول السوفيتية المستقلة إلى سكان إسرائيل في العقد الماضي كلهم هاجروا استنادا إلى قانون العودة ما بين ثلثهم ونصفهم لا تعترف المؤسسة الأرثوذكسية بهم كيهود وهكذا نشأ واقع لايطاق يسلب مئات الآلاف من المواطنين الحق الأساسي في الزواج في وطنهم وكل يوم تغادر البلاد طائرات تحمل أزواجا إلى خارج البلاد من أجل تحقيق حق أساسي لإنسان وحق لمواطن _ ألا وهو حق الزواج وإقامة أسرة وقد طرح التجمع من أجل الاختيار الحر في الزواج وهو ائتلاف خاص يضم حوالي ثلاثين منظمة وحركة _ طرح مشروع القانون الذي يهدف إلى إجراء مراجعة وإحداث تغيير جوهري في هذا الموضوع لا يرفض مشروع القانون الزواج الديني في إسرائيل وإنما سينص على أن يكون لمواطني الدولة حرية الاختيار بين أنواع الزواج المختلفة : الزواج المدني والزواج الديني الأرثوذكسي والزواج الديني الإصلاحي والزواج الديني المحافظ.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved