* غزة - الضفة - العواصم - الوكالات:
تلقت اسرائيل تحذيرات حتى من أقرب اصدقائها بشأن خططها إبعاد عائلات الفدائيين الفلسطينيين حيث حذرت واشنطن حكومة شارون من أية خطوة من هذا النوع، فيما وصف امين عام الامم المتحدة ذلك بمثابة الترحيل الجماعي القسري، غير ان اسرائيل بدت غير عابئة بما يقال وانكبت على وضع الشروط التي يتم بموجبها إبعاد أي فرد من عائلات الفدائيين، كما واصلت القوات الاسرائيلية اعتداءاتها في عدة مناطق خصوصا في محيط رفح بقطاع غزة .
شهيد جديد
واستشهد الليلة قبل الماضية المواطن الفلسطيني عادل عبدالرازق 35 عاما من مدينة رفح جنوب قطاع غزة متأثرا بجراحه التى اصيب بها الشهر الماضى جراء اطلاق جنود الاحتلال الرصاص على الفلسطينيين خلال تشيع شهداء رفح، كما اصيب الفلسطيني فتحي سويدان (50 عاما) من قلقيلية بعيار نارى في مقدمة الرأس استقر في الدماغ عندما فتحت دبابة اسرائيلية نيران اسلحتها الرشاشة على منازل المواطنين وذكرت مصادر طبية ان المواطن حالته خطره جدا، كما اصيب الفلسطيني مهدي شتيوا من كفر قدوم برضوض نتيجة تعرضه لاعتداء بالضرب من قبل جنود الاحتلال .
وذكرت قناة فلسطين الفضائية ان قوات الاحتلال اعادت مساء الجمعة فرض حظر التجوال على مدينة قلقيلية وسط اطلاق نار كثيف.
وتوغلت قوات الاحتلال الاسرائيلية فجر امس في حي السلام بمدينة رفح مدعمة بالجرافات والدبابات وقامت بأعمال تجريف في المنطقة تحت غطاء كثيف من القصف بالرشاشات الثقيلة، كما قام بهدم ورشة للحدادة وسور احد المنازل.
اجتماع فلسطيني إسرائيلي
وعلى الصعيد السياسي من المفترض ان يكون الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي بحثا في اجتماع عقداه مساء امس تخفيف القيودالاسرائيلية على الفلسطينيين، وكذلك توفير معونات إنسانية لهم.
ويجيء هذا الاجتماع بعد ان أرجأت اسرائيل هذه المحادثات التي كانت مقررة في الاسبوع الماضي عقب هجومين ضد اسرائيليين.
وقال المصدر الاسرائيلي ان فريقاً اسرائيليا برئاسة وزير الخارجية شمعون بيريس والوزير داني نافه سيجتمع مع الوفد الفلسطيني الذي يرأسه وزير الحكم المحلي صائب عريقات.
إسرائيل تحدد بنود النفي
الى ذلك حدد المدعي الاسرائيلي العام بنود الترحيل المحتمل لأقارب ناشطين فلسطينيين وهي خطوة اثارت انتقاد الولايات المتحدة وعدة دول وغضب الفلسطينيين.
وصرحت مصادر امنية اسرائيلية بأن المدعي العام الياكيم روبنشتاين ومسؤولين عسكريين اتفقوا يوم الجمعة على ان النفي من الضفة الغربية الى قطاع غزة لن يكون خيارا الا مع افراد عائلة المهاجمين الذين يثبت ان لهم صلة بالتخطيط للهجمات .
وجاءت مناقشة عملية الترحيل بعد هدم اسرائيل لمنازل عائلتي اثنين من النشطاء الفلسطينيين المتهمين بالتخطيط لشن هجمات ادت الى قتل 11 شخصا في اسرائيل وقرب مستوطنة يهودية بالضفة الغربية الاسبوع الماضي.
واعتقلت القوات الاسرائيلية أيضا 11 من اقارب الرجال المطلوبين في الوقت الذي بحثت فيه خيار النفي ساعية الى رادع جديد في الوقت الذي استؤنفت فيه الهجمات الفدائية على الرغم من اعادة اسرائيل احتلال سبع مدن فلسطينية في الضفة الغربية الشهر الماضي.
وصرح مسؤولون اسرائيليون بأنهم سيسعون الى سند قانوني لنقل افراد عائلات النشطين من الضفة الغربية التي توفر «بيئة داعمة» للتفجيرات في الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت قبل 21 شهراً ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وعلى عكس الضفة الغربية فغزة منفصلة بشكل فعلي عن اسرائيل بسياج ولا توجد سوى عمليات تسلل قليلة نسبيا من المنطقة.
وقال مصدر امني اسرائيلي سيتم استجواب افراد العائلات وأي شخص له صلة بالهجمات وعلى سبيل المثال يعلم به سلفا سيعتبر متواطئا.
«وأي شخص يشارك بشكل مباشر في التخطيط لهجوم سيتم وضعه في السجن ولكن أي شخص ليس له سوى صلة قد يعاقب ويتم إبعاده».
تحذير أمريكي لإسرائيل
وحذرت وزارة الخارجية الامريكية اسرائيل من معاقبة افراد عائلات النشطين بناء على مجرد انهم اقاربهم وليس بناء على وجود ادلة على ارتكاب خطأ.
وقال ريتشار باوتشر المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان «اتخاذ اعمال وقائية ضد ابرياء لن يحل المشكلات الامنية الاسرائيلية وسنثير هذه المسألة مع الاسرائيليين».
وقال المتحدث باسم الخارجية ريتشارد باوتشر إن دبلوماسيين أمريكيين سيؤكدون لمسئولين إسرائيليين على ضرورة اتخاذ أي إجراءات عقابية على أساس «الذنب الذي يرتكبه الفرد الواحد».
وأضاف باوتشر «نتوقع أن ترتكز الاجراءات التي تتخذها إسرائيل في إطار حملتها ضد الارهاب على معلومات متعلقة بالشخص المسئول فقط عن ذنبه وبحيث لا ترتكز على علاقاته الشخصية أو العائلية».
وأوضح المتحدث قائلاً «نعتقد بأن اتخاذ تدابير عقابية ضد أشخاص أبرياء لن يحل المشكلات الامنية لاسرائيل وسوف نثير تلك القضية مع الحكومة الاسرائيلية». ورغم هذا التوبيخ المعتدل، فإن باوتشر أكد على أن ضمان أمن إسرائيل ضد الهجمات الارهابية يظل يمثل أولوية رئيسية في الجهود التي تقودها واشنطن من أجل صياغة تسوية وإصلاح المؤسسات الفلسطينية.
وقال باوتشر إن مسئولين أمريكيين سيقدمون لاسرائيل والفلسطينيين «في المستقبل القريب للغاية» تفاصيل خطة أمنية عكف على تطويرها مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية سي.آي. إيه جورج تنيت.
منظمة العفو تنتقد الخطوات الإسرائيلية
كما انتقدت منظمة العفوالدولية ومنظمة بتسيلم الاسرائيلية انتقدت الترتيبات الاسرائيلية بهذا الشأن بوصفها انتهاكا للقانون الدولي.
ويوم الجمعة دمر الجيش الاسرائيلي منزلي عائلتي رجلين مطلوبين وهما ناصرالدين عصيدة واحمد العجوري قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية. وقال شهود عيان ان 22 شخصاً شردوا في العملية التي جرت خلال الليل وان الجنود احتجزوا 22رجلا من اقارب الرجلين .
عنان: عقوبات جماعية إسرائيلية
وفي الامم المتحدةاعرب امينها العام كوفي عنان عن «قلقه» من رغبة اسرائيل إبعاد عائلات فدائيين فلسطينيين من الضفة الغربية الى قطاع غزة معتبرا ان هذه الاجراءات «تعتبرعقوبات جماعية».
وقال المتحدث باسمه فريد ايكهارت ان «الامين العام قلق من المعلومات التي تتحدث عن رغبة الحكومة الاسرائيلية في القيام بعمليات تدمير جديدة لمنازل فلسطينية في الضفة الغربية وهو ايضا قلق من عمليات الإبعاد القسرية المحتملة لعائلات مهاجمين فلسطينيين من الضفة الغربية الى قطاع غزة».
أبو مازن: لن نسمح لأحد باختيار قيادتنا
وفيما يتصل بالجدل الدائر حول القيادة الفلسطينية قال محمود عباس (أبو مازن) أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في تصريحات نشرت امس (السبت) أنه ليس بوسع أي قوة إقليمية أو دولية أن تجبر الشعب الفلسطيني على التوقيع على ما لا يرغب فيه أو تبنّي موقف لا يتفق مع توجهاته «حتى ولو كانت الولايات المتحدة».
وقال في حديث أجرته معه صحيفة الراية القطرية «نحن لا نتحدى أميركا، فنحن ندرك أنها القوة العظمى الوحيدة ولكن بوسعنا القول: لا في الوقت المناسب».
واعتبر أبو مازن تجنب اللجنة الرباعية في اجتماعها الاخير بنيويورك الاشارة إلى مسألة تغيير القيادة الفلسطينية «تطوراً إيجابياً».
|