* كتب/ طارق العبودي:
سادت موجة من الحزن العميق والصمت المطبق الأجواء المحيطة باستاد الملك فهد الدولي مساء أمس الأول وتحديداً فور نهاية مباراة القمة الآسيوية التي جمعت فريقي الهلال السعودي وسامسونغ سون الكوري والتي من خلالها حافظ الفريق الكوري على لقبه «بطلاً» لكأس السوبر الآسيوي.
وكانت «قمة» الأحزان داخل غرفة تبديل الملابس الخاصة بلاعبي الهلال حيث ظهرت هادئة تماماً لا يكاد يسمع بها أي صوت بعكس ما كانت عليه في بطولات سابقة حيث كانت تعج بالأصوات الاحتفالية والضحكات المسموعة والأفراح المنوعة.
لكن الداخل لهذه الغرفة بعد نهاية مباراة الجمعة يظن للوهلة الأولى أنها خالية تماماً رغم أن اللاعبين كانوا بداخلها ومعهم أعضاء الجهاز الإداري ومساعدي ماتورانا فقد «لزم» كل لاعب طرفاً من أطراف غرفة الملابس وراح في تفكير عميق مصحوب بحزن كبير ورفض اللاعبون بلا استثناء الحديث لأي وسيلة إعلامية رغم المحاولات المستميتة التي قمنا بها في «الجزيرة» والتي كانت الصحيفة الوحيدة داخل غرفة ملابس الهلال بعد المباراة مباشرة.الجميع اعتذر عن الحديث والتعليق بحجة عدم وجود ما يستحق أن يتحدث عنه.. فالخسارة ليست كالفوز مطلقاً.وعلى غير العادة فقد «افتقد» الهلاليون «أعضاء شرف ناديهم» الذين كانت الغرفة تضيق بهم في بطولات سابقة ولم يحضر بعد المباراة سوى سمو الأمير فيصل بن سعد بن عبدالله بن عبدالرحمن الذي رافق سمو رئيس النادي بعد أن أنهى جميع الأحاديث للوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة.. وكان حضورهما متأخراً نوعاً ما وبعد أن توجه اللاعبون للحافلة التي أقلتهم نحو معسكرهم في فندق «الفهد كراون» الذي انتهى بنهاية المباراة!!
نعم كان الجميع في حالة حزن شديد ووجوم أشد واختفت الضحكات المعتادة وحتى الابتسامات من وجوه جميع الهلاليين.. باستثناء فهد المصيبيح الذي لم تفارق محياه الابتسامة المعهودة فقد كان بشوشاً ومبتسماً وكأنه لم يحزن مثل غيره!!!وحتى على المستوى الجماهيري لم تمض سوى دقائق معدودة إلا وقد غادرت الألوف التي كانت المدرجات تكتظ بها وعاد الهدوء والصمت مجدداً ليخيم على الاستاد الدولي مؤكداً أن خسارة الهلال لبطولة ما، هو «الحدث الغريب» بالفعل والذي يستحق كل هذه المشاهد المذكورة في السطور السابقة.
|