تحقيق وتصوير : طلال حميد البلوي
يعد طريق (العشاش - الجهراء - تيماء - القليبة) من الطرق الهامة في بلادنا، فهو طريق حيوي هام يربط منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنطقة حائل بمناطق تبوك والجوف والحدود الشمالية والدول المجاورة.
إلا أن المسافرين على هذا الطريق لهم معاناتهم ومشكلاتهم.. فكم من غالٍ فقد وعزيزٍ فارق الدنيا من جراء سوء حال الطريق هذا ما أكده عدد ممن تحدثوا عنه:
بداية التقت «الجزيرة» مع عبد الله حمدان حامد البلوي من سكان العلا حيث يقول:
غالبية أهالي العلا لهم أقارب في منطقة تبوك والحدودالشماليةوالجوف، والعلا تبعد عن تبوك 250كم ولكن عن طريق سكة حديد الحجاز الذي هو الآن طريق صحراوي وعر جداً، ولذلك أقول «مكره أخاك لا بطل» نغامر بالسفر إلى تبوك عن طريق الجهراء تيماء القليبة مسافة 480 كم من العلا وتعيقنا وتكدرنا الوصلة المهترئة من الجهراء حتى القليبة بضيقها حيث لا توجد أكتاف وكثرة المنحنيات الخطرة والتي وضعت بدون أي داع واضاف «البلوي» بقوله: لقد بدأت السفر مع هذا الطريق منذ التسعينيات الهجرية أي منذ أكثر من ثلاثين عاماً ووزارة المواصلات تاركة الطريق على حاله إلى هذا اليوم وأقصد الوصلة من العشاش حتى ما قبل القليبة بنحو خمسين كيلو متراً فالطريق ضيق جداً والمنحنيات الخطرة كثيرة وحصدت الكثيرمن الأرواح، وإنني أناشد وزارة المواصلات بسرعة إصلاحه.
إلى متى؟!
أما علي حماد حمدان العرادي من سكان محافظة طريف فيقول: أزور العلا في كل العطل في كل سنة لوجود أقاربي فيها، وحالة الطريق من الجهراء مروراً بتيماء حتى القليبة سيئة جداً وأنا أسميه طريق «الأكواع» وذلك من كثرة المنحنيات الخطرة فيه والتي وضعت بدون سبب يذكر فلا جبال تدعو لمثل هذه المنحنيات الخطرة وانني متعجب من وزارة المواصلات كيف تركت اصلاح هذا الطريق وتعديل منحنياته عشرات السنين منذ انشائه إلي اليوم فهو طريق مزدحم بالمسافرين والشاحنات والباصات وكذلك يسلكه الحجاج القادمون من شمال المملكة وجمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً.
كل يوم حادث
وقال نهار جديد الخمعلي الذي يسكن قريةالجديد والجهراء: إنني أسكن هذه القرية والتي هي بجوار الطريق الذي يشكل خطراً على سالكيه ولا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن فاجعة مؤلمة عليه أسبابها كثيرة منها: كثرة المنحنيات الخطرة عليه وضيق الطريق حيث لا توجد له أكتاف وكذلك الازدحام الشديد عليه من السيارات الصغيرة والشاحنات والباصات فهويربط منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم وحائل والعلا بمنطقة تبوك والجوف والحدود الشمالية والدول المجاورة وكذلك هو الطريق الوحيد الآن لحجاج الشام والأردن وتركيا والعراق.
إننا نحن سكان المنطقة نطالب وزارة المواصلات بإصلاح هذا الطريق الحيوي الهام وتعديل التعرجات العنيفة فيه ووضع أكتاف له حتى يأمن المسافر على نفسه والآخرين بإذن الله، واذا أرادت وزارة المواصلات التأكد من ذلك فما عليها إلا أن تستفسر من الجهات الأمنية عن احصائيات الحوادث المفجعة والتي وقعت عليه.
كأنه صحراوي
أما محمد سالم حمود فيقول: أضم صوتي إلى أصوات المواطنين فالطريق من العشاش مروراً بالجهراء إلى تيماء حتى القليبة مهترئ جداً وكأن المسافر معه يسلك طريقاً صحراوياً وأصبح منذ زمن بعيد وهو يؤرق بال سكان المنطقة وجميع المسافرين عليه وهو طريق حيوي يربط بلادنا بالدول العربية المجاورة «سوريا وتركيا ومصر.
ويقول محمد حمدان خييشان: أنا من سكان منطقة تبوك وأجدادي بالعلا وكثيراً ما نسافر لهم خصوصاً بالعطل وفي عطلة عيد الفطر الماضي 1422ه ذهب أخي خالد قاصداً العلا وبالقرب من تيماء وقع له حادث عنيف حيث انصدم بباص لمعتمرين مصريين عائدين إلى بلادهم فنتج عن الحادث اصابة أكثر من عشرة مصريين ووفاة امرأة معهم، كذلك تعرض أخي لبعض الكسور والرضوض ودفع أخي الدية وخسائر الباص والتي بلغت أكثر من مائة ألف ريال.
من الجولة:
- ومن خلال جولتنا الميدانية على الطريق وجدنا الواقع أسوأ مما قيل حيث إن هذا الطريق أنشئ عام 1384هـ أي قبل نحو 38 عاماً.
- طوله نحو 300كم.
- الطريق تم انشاؤه على ما يبدو بآلات بدائية والذي يدل على ذلك المنحنيات الخطرة والكثيرة، وكذلك ارتفاعاته وانخفاضاته وضيقه بالاضافة إلى عدم وجود كباري للسيول.
- اتضح ضعف صيانة الطريق والدليل على ذلك الصور التي التقطتها عدسة الجزيرة للتشققات فيه على بعد نحو 25 كم شمال تيماء حيث نبث الشعير المتساقط في تصدعات الاسفلت كما هو واضح في الصورة.
- نتمنى من وزارة المواصلات الإسراع في إصلاح هذا الطريق الحيوي الهام والذي هو واجهة لبلادنا للقادمين من خارج المملكة للحج أو الزيارة.
|