Monday 12th August,200210910العددالأثنين 3 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

«حسونة» يعاني من حر القاهرة «حسونة» يعاني من حر القاهرة

  * القاهرة - رويترز:
ربما عانى حسونة أكثر من أي كائن آخر من موجة حر شديدة اجتاحت مصر مؤخرا.. ووضعت كتل كبيرة من الثلج في حمام السباحة الخاص به على مدار اليوم وحصل على حمامات منتظمة بالماء البارد لكن لا أحد يلومه لعدم قدرته على تحمل 45 درجة مئوية من اللهيب.
وحسونة دب قطبي عمره 15 عاما يعيش الآن في قفص حديدي مفتوح في حديقة الحيوانات بالجيزة.
ويقول المسؤولون في حديقة الحيوان انهم يبذلون كل ما يستطيعون لتحسين البيئة المحيطة بأكثر من 13500 من الحيوانات بها لكن الجماعات المعنية بالحيوان تقول ان الظروف في الحديقة التي بنيت قبل 111 عاما بالقرب من وسط القاهرةلا تزال سيئة.
قال البيطري سعد موسى في حديقة الحيوان بالجيزة بينما يتصبب عرقا من شدة الحر انه خلافا لما يعتقده الناس فإن الدب حسونة تأقلم على الجو منذ ان ورد الى الحديقة قبل عشرة اعوام.
وموسى فخور بالتغييرات التي أدخلها على المكان رئيسه مصطفى عوض الذي عين مفتشا على ثماني حدائق للحيوان في مصر في عام 1995.
قال موسى ان العمل مستمر بلا توقف، وجرى توسيع اقفاص الحيوانات وتعليتها وتحسنت تغذية الحيوانات ورعايتها البيطرية لتشجيع تكاثرها، وستشمل التجديدات قريبا قفصا زجاجيا أكبر لحسونة الذي يقاوم حرارة الجو بأن يغطس بانتظام في حمام السباحة المعد له.
وأضاف موسى انه نتيجة لهذه التحسينات وضعت أنثى أسد البحر مؤخرا شبلا ووضعت مجموعة من الضباع ثلاث اناث، ولم تستفد الحيوانات وحدها من هذه التغييرات وانما استفاد منها ايضا زوار الحديقة.
والزوار يتجولون الآن في ممرات نظيفة وسلال القمامة في كل ركن. وعندما يتصببون عرقا يمكنهم اختيار ما يشاءون من مرطبات لدى مجموعة من الباعة المتجولين في المكان الذي تبلغ مساحته 357 الف متر مربع.
لكن هناك من لا يتفق مع هذا التقييم الوردي للتحسينات التي ادخلت على حديقة الحيوان. فقالت الجمعية العالمية لحماية الحيوانات في بيان ارسل الى رويترز من مكتبها في كينيا انه في «حديقة الحيوان فإن عدداً من الحيوانات لا يزال في ظروف غير مقبولة بالمرة والدب القطبي مثل ينطبق على الحالة لكنه ليس المثال الوحيد للاسف».
لكن الجمعية العالمية التي تساعد فريق حديقة حيوان الجيزة على توفير ظروف افضل قالت ان الحديقة تحسن سجلها، واضافت «اثناء فترة مشاركة الجمعية العالمية لحماية الحيوان نقلت الاسود والفهود من الاقفاص التي كانت تكتظ بها الى مساحات جديدة اكثر اتساعا للعرض ونقلت أفراس النهر الى بركة جديدة وأدخلت تحسينات على أماكن اعاشة الحيوانات الاصغر».
وتأسست حديقة حيوان الجيزة في عهد الخديو اسماعيل وكانت قاصرة على افراد العائلة الحاكمة وفتحت للجمهور في عام 1891 لمشاهدة ازهارها المستوردة ونباتاتهاالغربية والعرض الكبير للحياة البرية الافريقية.
ولا تزال الحديقة تزدحم بالزوار، وتعد الحديقة احد ارخص اماكن التسليةفي القاهرة حيث لا يزال رسم دخولها 25 قرشا «خمسة سنتات امريكية».
وحتى تحت وهج شمس الظهيرة الحارقة تمتلىء حديقة الحيوان بأسر تفترش الارض تحت ظلال الاشجار بينما الصغار يلعبون حولهم، ولا يتسم سلوك كل زوارالحديقة باللياقة. قال موسى ان الناس يقفزون أحيانا خلف الحاجز ليطعموا القرود الكشري الحريف وحتى السجائر. وقال ان الحديقة ليس بها عدد كاف من الحراس كي يخصص حارس امام كل قفص لدفع الناس الى الانضباط.
وفي الوقت نفسه يبذل المسؤولون في الحديقة ما في استطاعتهم لتلطيف الجوالمحيط بالحيوانات. لكن زيادة عدد الحمامات الباردة عن المعتاد لا تكفي لاغراء القردة جيجي الشيمبانزي التي أهداها الرئيس الراحل انور السادات للحديقة على الخروج في الشمس او لتشجيع عائلة من قرود البابون الافريقية على الظهور.
وعندما تساءل سائح سعودي عن السبب في احتجاب الحيوانات مشيرا الى القرود التي هجرت اقفاصها هز موسى البيطري رأسه قائلا «لا أرغب في اجبارها على الخروج في مثل هذا الجو» .

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved